أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الواحدة والثمانون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

   بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الواحدة والثمانون بعد المائتين في موضوع(الحليم) وهي بعنوان : الحلم والعفو من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم :

المفردات:

تَحَلَّم: تكلَّف الحُلْم وافتراه، والحُلْم بضم الحاء وسكون اللام، وقد تُضمُّ أيضًا: ما يراه النائم، ولكن غلبت الرُّؤْيا على ما يراه من الخير والشيء الحَسَن، وغلبَ الحُلْم على ما يراه من الشرِّ والقبيح والأضْغاث، وهي الأخلاط التي لا تعبير لها.

والمراد بالعقد بين الشعيرتَيْن: فَتْل إحداهما بالأخرى، وربطها بها، وهي من قبيل المستحيل.

و((أو)): في مثل هذا الموضع للشكِّ من الراوي في أيِّ الجملتين قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وهي من دلائل التحرِّي في الرواية والعناية بضبطها، والمحافظة على ألفاظ الحديث.

والآنُك - بالمد وضمِّ النون: الرَّصاص المُذَاب.

والمراد بالنفخ في الصورة: إحياؤها، وهو من باب المستحيل أيضًا.

موبقات ثلاث:

هذه موبقاتٌ ثلاث، نهى عنهنَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيما نهى، وقَرَنَ كلَّ واحدة

منهنَّ بجزائها؛ ليكون ذلك أبْيَن للإثم، وأبلغَ في الزَّجر، وأقْطَعَ للمعذرة، وأجْدر ألا يَقْربها مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ومَنْ كان يخشى الفضيحة بين يدي الله ورسوله.

المُوبقة الأولى: الافتراء في المَنَام، وإراءة العَيْن ما لم تره، وهذا من أقبح فنون الكذب وأشدِّها، وأبغضها عند الله عز وجل؛ روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من أفْرى الفِرى أن يُريَ عينَه ما لم تَر)).

دركات الكذب:                                                                                                                                والكذب دركات بعضها أسفل من بعض، فأهونُه - وإنْ كان عظيمًا - ما كان على الناس، حاشا النبي صلى الله عليه وسلم، وتختلف شناعتُه باختلاف آثاره وما يقصد منه، وأشدُّه ما كان على الله ورسوله.

فأما الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم - وهو صاحب الشَّرع - فهو كذبٌ في دين الله، وجُرأةٌ على رسول الله، بل هو كذبٌ على الله عزَّ وجل، وليس المجال هنا لبسط القول في خطر هذا الكذب ووخيم آثاره.

وأما الكذب على الله سبحانه - ومنه التحلُّم - فهو أشدُّ جُرمًا، وأعظم قُبحًا، وما ظنُّك بمَنْ لا يبالي بالفِرْية على مَلِك الملوك، ومَنْ يعلمُ السِّرَّ وأخفى؟

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .