أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة السادسة والسبعون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

   بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة والسبعون بعد المائتين في موضوع(الحليم) وهي بعنوان : الحلم والعفو من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم :

إن من تأمل في هذه الدنيا بعين بصيرته ورآها بنور إيمانه أيقن أنها أحلام

 نوم ستذهب مزعجاتها بيقظة الآخرة، وأن آلام المؤمن فيها كآلام النائم ستهب عليه ريح الاستيقاظ فتبدد جمع عنائه المتراكم.

كتب بعض الحكماء إلى أخ له: " أما بعد؛ فإن الدنيا حلم، والآخرة يقظة، والمتوسط بينهما الموت، ونحن في أضغاث، والسلام".

قال الشاعر: لا تخدَعنَّك بعد طولِ تجاربِ  *** دنيا تغرُّ بوصلِها وستقطعُ

                أَحْلامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ ***  إِنَّ اللَّبِيبَ بِمِثْلَها لا يُخْدَعُ

وقال الآخر:

وَمَا الْمَرْء في دُنْيَاهُ إِلَّا كهاجعٍ  *** رأى في غرار النّوم أضغاثَ أَحْلَام

وقال ابن الجوزي: "إِنَّمَا الدُّنْيَا حلمُ نَائِم، وقائلة رَاقِد، ومعبر مُعْتَبر، وضحكة مستعبر".

وإذا كانت الدنيا أحلام نوم في مَضراتها فهي كذلك في مسراتها؛ فإن سرورها لا يدوم، وإن لذاتها لا يبقى طعمها.

عن الحسن رحمه الله، قال: "ما الدنيا كلها من أولها إلى آخرها إلا كرجل نام نومة، فرأى في منامه ما يحب ثم انتبه".

وقال بعضهم: إِنما الدنيا كرؤيا ساعةٍ، مَنْ رآها فرَّحَتْهُ وانقضَتْ.

وإذا كانت الدنيا في سرعة انقضائها كأحلام نائم فهي أيضًا كظل يستظل به الإنسان ثم يروح ويتركه، أو ينحسر ذلك الظل عنه.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .