أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الواحدة والأربعون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الواحدة والأربعون بعد المائتين في موضوع(الحليم) وهي بعنوان: صفات عباد الرحمن ( الحلم ) :
المقدمة:- الإشارة إلى موضع الشاهد من الآيات: قوله -تعالى-: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) (الفرقان:63)، قال ابن كثير -رحمه الله-:
"أي: إذا سفه عليهم الجهال بالقول السيئ، لم يقابلوهم عليه بمثله، بل
يعفون ويصفحون، ولا يقولون إلا خيرًا، كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تزيده شدة الجاهل إلا حلمًا" (اهـ). وقال الحسن البصري: "المؤمن حليمٌ لا يجهل وإن جُهِل عليه، وتلا قوله -تعالى-: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)".
- تعريف الحلم: قال الراغب الأصفهاني: "ضبط النَّفس والطِّباع عند ثورة الغضب، وعدم الانفعال". وقال الجرجاني: "الطّمأنينة عند ثوران الغضب، والعدول عن مجازاة الظَّالم".
- ما أحوجنا الى التحلي بهذا الخلق، لا سيما في هذا الزمان الذي فسدت فيه الأخلاق، وتفاخر الناس فيه بالغضب والثوران.
(1) مكانة الحلم من الدين:
- وصف الله به نفسه، فهو يرى معصية العصاة، ويشهد مخالفه أوامره وارتكاب نواهيه، ولا يسارع -سبحانه- بالعقوبة: قال -تعالى-: (إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) (الإسراء:44)، وقال: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا
يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) (النحل:61).
- أمر به أشرف خلقه -صلى الله عليه وسلم-: قال -تعالى-: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) (آل عمران:159)، وقال: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف:199).
- مدح به أصفياءه وأولياءه المتقين: قال -تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام-: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) (هود:75)، وقال عن إسماعيل:
(فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ) (الصافات:101)، وقال عن أوليائه: (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) (الشورى:37)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأشج عبد القيس: (إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالأَنَاةُ) (رواه مسلم).
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .