أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة السابعة والعشرون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة السابعة والعشرون بعد المائتين في موضوع(الحليم)وهي بعنوان إنما الحلم بالتحلم :
- وكذلك يتجلى حِلْمه وعفوه وصفحه عندما دخل مكة فاتحاً لها، وكان
هذا الموقف الشهير، فقد دخل النبي دخول نبي كريم، ولم يدخل دخول المنتصرين الجبارين الذين يبطشون وينتقمون من أعدائهم؛ فقال قولته الشهيرة لمن حاربه وآذاه هو وأصحابه: "ما ترون أني فاعل بكم ؟، قالوا: خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال: أقول كما قال أخي يوسف: {قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف:92]، اذهبوا فأنتم الطلقاء".
- وكذلك قصَّة الأعرابي الذي جبذ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بردائه جَبْذَةً شديدةً،
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه بردٌ نجرانيٌّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ، فجبذه بردائه جبْذَةً شديدةً، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثَّرت بها حاشية البُرْد مِن شدَّة جَبْذَته، ثمَّ قال:يا محمَّد! مُرْ لي مِن مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ ضحك، ثمَّ أمر له بعطاء".
- وموقفه مع أنس رضي الله عنه حين أرسله لحاجة له صلى الله عليه وسلم؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن أحسن النَّاس خُلُقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبيُّ الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم، قال: فخرجت حتى أمرَّ على صبيان وهم يلعبون في السُّوق، فإذا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، قابضٌ بقفاي مِن ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: يا أنيس! اذهب حيث أمرتك، قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله. قال أنس: والله لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين ما علمت قال لشيء صنعتُ: لم فعلتَ كذا وكذا؟ ولا لشيء تركتُ: هلَّا فعلتَ كذا وكذا؟".
وما هذا إلا غيضٌ من فيضِ حِلْمه وأَنَاته على من جهل عليه صلوات ربي وسلامه عليه، وإلا فالأمثلة والنماذج الدالة على حِلْمه وعفوه وصفحه ما لا تسعه هذه الأسطر..
وممن اشتهر بالحِلْم وكان مضرباً للمثل في حِلْمه في عصره (قيس بن عاصم)؛ فكان حليماً يقتدى به؛ فقد قيل للأحنف: ممن تعلمت الحِلْم ؟ قال: من قيس بن عاصم!! رأيته يوماً محتبياً فأتي برجلٍ مكتوف وآخر مقتول، فقيل: هذا ابن أخيك، قتل ابنك. فالتفت إلى ابن أخيه فقال: يا ابن أخي! بئسَمَا فعلت، أثمت بربّك، وقطعت رَحِمَك، ورميت نفسك بسهمك، ثم قال لابن له آخر: قُمْ يا بني فوارِ أخاك، وحُلَّ كتاف ابن عمّك، وسُقْ إلى أمّهِ مائةَ ناقة ديَة ابنها، فإنها غريبة.
. [ الأنترنت - موقع المسلم - إنما الحلم بالتحلم.. - وليد قاسم ]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .