أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة السادسة والعشرون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة والعشرون بعد المائتين في موضوع(الحليم)وهي بعنوان إنما الحلم بالتحلم :                                                                               

هذه الأحرف الثلاثة (ح ل م) هي حروفٌ إذا اجتمعت كوَّنت كلمة

 واحدة،لكن حركة كل حرف تجعل هذه الكلمة الواحدة تعطي أكثرمن معنى:

فـ(حُلْم) بضم الحاء وسكون اللام تكون بمعنى ما يراه النائم في منامه، سواء كانت رؤى أو أحلاماً، ومنها قوله تعالى: {قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ} [يوسف:44] ، والأحلام أيضاً تأتي بمعنى العقول، مثل أن تقول: سفهاء أحلام.

أما (حُلُم) بضم الحاء وضم اللام أيضاً، مصدر حَلَمَ، يقال: بَلَغَ الحُلُمَ :

أَدْرَكَ سِنَّ البُلُوغِ، مصداقاً لقوله تعالى: {وَإذَا بَلَغ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الحُلُمَ

فَلْيَسْتَأْذِنُوا} [النور:59].

وأما (حِلْم) بكسر الحاء وسكون اللام، فهي بمعنى الأناة وضبط النفس، وهذه هي إحدى الصفتين والخصلتين التي يحبهما الله؛ مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالأَنَاةُ» [رواه مسلم]، وهي كلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس المنذر بن الأشج العصري..

    فهل لنا أن نتحلى بهذه الصفة وهذه الخصلة التي لا يحبها فقط زوج أو مدير أو والد أو والدة...؛ بل يحبها من هو أعظم من هؤلاء جميعاً، يحبها الله عز وجل، ولا ريب أن نبينا وحبيبنا وقدوتنا ومعلمنا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل من تحلى بهذه الخصلة؛ فقد زكاه ربه سبحانه وتعالى فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]. وإن كنا فعلاً نحب الله ونريد الحصول على محبة الله لنا، علينا أن نتبع ما جاء به رسولنا الكريم؛ يقول الله عزوجل:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}[آل عمران:31

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .