أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الخامسة والعشرون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الخامسة والعشرون بعد المائتين في موضوع(الحليم)وهي بعنوان إنما الحلم بالتحلم : لا شك أن تصرفاتنا وسلوكياتنا وخصالنا التي تظهر أمام الناس جميعاً هي نتاج لما انصهر في بوتقة الأخلاق، التي هي الباعث والمحرك الأساس لما
يصدر عنا من أقوال وأفعال في حياتنا الخاصة والعامة..
وهذه السلوكيات والخصال منها ما هو فِطْرِيٌّ جِبِلِّي، عبارة عن هبة وهبها الله للإنسان، ومنها ما هو مكتسب يكتسبه الإنسان بالتعلم والدربة عليه حتى يصبح ملازماً له في كل شؤونه.
وحقيقةً إنَّ الإنسان إنْ لم يتحلَّ بفضائل الأخلاق الحميدة التي نستمدها
من ديننا الإسلامي الحنيف، والتي توجهنا في كل ما نقوم به في جميع مجالات حياتنا، سواء في عباداتنا أو في تعاملاتنا مع أسرنا أو زملائنا في العمل أو جيراننا أو مع غيرهم أياً كان؛ فإن الإنسان يصير في هذه الحالة كالحيوان الذي لا توجهه قيم ولا مبادئ ونصبح نعيش في غابة لا حاكم لها ولا ضابط يضبطها.
وإن لنا في رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم - القدوة الحسنة، الذي إن لم نتأسَّ به حِدْنا عن الطريق القويم وعن الأخلاق والخصال الحميدة، يقول الله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب:21]؛ وقال عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وقالت السيدة عائشة عن رسولنا الكريم لما سُئلت عن خُلُقِه: "كان قرآناً يمشي على الأرض" و"كان خُلُقُه القرآن"..
وهنا نتحدث عن إحدى صفتين وخصلتين يحبهما الله، وهاتان الصفتان من الصفات والسلوكيات المكتسبة التي يمكن لأي إنسان أن يتدرب عليها ويعوِّد نفسه عليها حتى تكون سمة من سماته وصفة من صفاته يُعرف بها بين أقرانه؛ مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما العلم بالتعلم والحِلْم بالتحلُّم والصبر بالتصبُّر"..
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .