أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الرابعة والعشرون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الرابعة والعشرون بعد المائتين في موضوع(الحليم)وهي بعنوان
كيف أكون حليماً ؟ : يُكتَسَب خُلق الحِلم باستحضار فوائده وآثاره الطيِّبة على المُتخلِّق به في الدُّنيا والآخرة، وكذلك تذكُّر عواقب ومساوئ كلٍّ من: الانفعال، والغضب، والانتقام عند عدم التَّخلُّق بالحِلم. يُكتَسب خُلق الحِلم بمُصاحَبةِ المعروفين بالحِلم، والأناة، وسعة الصّدر، والصّبر، وملازمتهم؛ للتعلُّم منهم والتَّخلُق بخلُقهم؛ لأنَّ الإنسان بطبيعته يتأثّر بخُلُق وسلوك من يُصاحبه، ويلازمه. مكانة الحِلم إنَّ للحلم كما لسائر الأخلاق الحميدة مكانةً ومنزلةً عظيمةً في الإسلام، وممَّا يُدلِّل على هذه المكانة شواهدُ عدَّةٌ، منها: الحليم اسمٌ من أسماء الله تعالى الحُسنى؛ فهو -سبحانه وتعالى- مُتَّصِفٌ بالحلم على العباد، كما جاء في مواضع كثيرةٍ من القرآن الكريم، فمن حلمه عليهم عدم استعجاله لمعاقبتهم، وصبره على عصيانهم وذنوبهم، فإن كان الله تعالى الغنيُّ عن العباد والمخلوقات جميعاً حليماً بهم، حتّى بمن يعصيه ويرتكب نواهيه، فكيف لا يكون الإنسان حليماً في تعامله مع النَّاس من حوله؟ الأنبياء -عليهم الصَّلاة والسَّلام-، والسَّلف الصَّالح من الصّحابة رضي الله عنهم، ومن بعدهم من التَّابعين، عُرِفوا بالحِلم وتحلَّوا به فكان لهم خُلقاً ثابتاً في نفوسهم، فرُوِيت القصص والأخبار عن حِلمهم. وممَّا ورد عن حِلم النَّبي -عليه الصلَّاة والسَّلام- ما روته أمُّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- أنَّها سألت النَّبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام: (هل أتى عليك يومٌ أشدُّ من يومِ أُحُدٍ؟ قال: لقد لقيتُ من قومك ما لقيتُ، وكان أشدَّ ما لقيتُ منهم يومَ العقبةِ؛ إذ عرضت نفسي على ابنِ عبدِ ياليلِ بن عبدِ كلال، فلم يُجِبني إلى ما أردتُ، فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم أستفِقْ إلّا وأنا بقرنِ الثّعالبِ، فرفعتُ رأسي، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلَّتني، فنظرتُ فإذا فيها جبريلُ، فناداني، فقال: إنّ اللهَ قد سمع قول قومِك لك، وما ردّوا عليك، وقد بعث اللهُ إليك ملكَ الجبالِ؛ لتأمره بما شئتَ فيهم، فناداني ملكُ الجبالِ، فسلَّم عليَّ، ثم قال: يا محمّدُ، فقال: ذلك فيما شئتَ، إن شئتَ أن أُطبِقَ عليهم الأخشبَينِ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: بل أرجو أن يُخرِجَ اللهُ من أصلابهم مَن يعبد اللهَ وحدَه، لا يشركُ به شيئًا).
فالنَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- لحِلمه ورحمته، رفض أن يقوم مَلَك الجبال بإطباق الجبلَين على أهل الطائف، رغم ما لقِي منهم من تعذيبٍ وأذىً وسخريةٍ، فرغم مقدرته على الانتقام منهم لم يقبل، بل دعا لهم بالهداية، وقلبه يرتجي أن يهتدوا إلى الإيمان بالله تعالى وتوحيده.
فضل الحِلم وثمراته للحِلم فضائل كثيرة، وفوائد وثمرات عديدة تعود على
الحليم الذي تخلَّق بهذا الخُلق والتزمه، منها ما هو دُنيويّ، ومنها ما هو أُخرويّ، ومن هذه الفضائل والفوائد: نيل محبَّة الله تعالى، والفوز برضاه. محبَّة النَّاس للحليم، واحترامهم له، ووقوفهم معه. إزالة البغضاء، ومنع المُشاحَنات والخصومات بين النَّاس. الحِلم وكظم الغيظ من أفضل الطُّرق لردع السُّفهاء والرَّدِّ عليهم؛ لأنَّ الغضب والمُشادَّات قد تُفضي إلى مشاكل وآثارٍ سلبيَّةٍ، بخلاف الحِلم مع السّفيه الذي قد يحسم الخِلاف والجدل،
ويُزيل الإشكال.[ الأنترنت - موقع موضوع - كيف أكون حليماً - تمت الكتابة بواسطة: Feda Karaja
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .