أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الواحدة والعشرون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الواحدة والعشرون بعد المائتين في موضوع(الحليم)وهي بعنوان : ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” : من هنا، فإن على القائد أن يختار مَنْ هم حوله من أهل الرأي والحكمة، وأن يكون هو وقّافا عند حدود الله، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه. ورحم الله أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز وهو يقول لمستشاره الخاص عمر بن مهاجر: “إذا رأيتني ضللت الطريق فخذ بمجامع ثيابي وهزّني هزا عنيفا وقل لي: اتق الله يا عمر فإنك ستموت”.
القائد للجميع، لا لفئة دون أخرى. فبمجرد أن رضي لنفسه أن يترأس أو يدير أو يتأمّر، فمن تلك اللحظة هو للجميع. حتى في زماننا حيث قلة الوازع الديني، ولو كانت المؤسسة أو الدولة أو الجهة لا تدار على أسس صحيحة، فإن للقائد صفة مهمة هي الرحمة واحترام الجميع وعدم الانحياز لفئة دون أخرى. فالأمر الفطري المحفور في طبائع البشر، أن الحب عندها والطاعة أمران لازمان إن كان هذا القائد على مسافة واحدة من الجميع.
نحتاج في زماننا كثيرا من القيم، حتى لو كنا مسلمين أو حتى إسلاميين. فالحال تغيرت كثيرا، وواقع الأمة في درجة متقدمة من التنازع والتنافر. وعلى العقلاء الحكماء أن يغلّبوا مصالح الأمة لا الفرد أو الحزب أو الفئة. وما كان عظماء الأمة ولا التاريخ من ذوي قصار النظر أو الصدور الضيقة، فشتان بين نفوس كبيرة أرادها الله للعالمين جميعا، وبين من لا يرى إلا مصالح ضيقة، فهؤلاء لا يصلحون لقيادة أنفسهم بأنفسهم، فضلا عن أن يقودوا مجتمعات وأمم.
حري بنا أن نكون أكثر تأملا لكتاب ربنا؛ فأين الاعتصام بحبل الله، وأين نبذ التنازع المؤدي إلى الفشل وذهاب القوة؟ فالعقل والحكمة، وفوقهما الإيمان نفسه، كلها مطلوبة لتصوّب الطريق والأهداف، وترتب الأولويات والوسائل.
فالمسلم يعيش من أجل الله عبادة ودعوة وعمارة للأرض. والطريق معروفة، ليست بحاجة إلى مشقة بحث: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام، الآية 153). فالإشارة بالقريب (هذا) تدل على قربه ووضوحه. فمطلوب منا الإخلاص والصدق، والابتعاد عن الهوى والمصالح الضيقة، وعندها تكون لنا القيمة التي تليق بأتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ونُرضي ربنا سبحانه وتعالى.
[ الأنترنت - موقع جريدة الغد - “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” د. محمد المجالي ، أكاديمي أردني ]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .