أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة العشــــــــرون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة العشرون بعد المائتين في موضوع(الحليم)وهي بعنوان :

ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” :                   وأركّز هنا على أهمية صفات القائد زيادة على الكفاءة التي ينبغي أن تكون، دينا وخُلقا وعلما وحنكة. فلا بد أن يكون لجميع جنده ورعيته، وأن يتنازل عن رأيه إن كان في عكس رأي الأغلبية. وحتى لو كان رأيه من رأي الأغلبية، فلا بد أن يكون هذا القائد مع جميع من هم مسؤول عنهم؛ فهو قائد، ولا يمكن أن يكون القائد لفئة دون أخرى، وإلا كانت الجيوب والانحياز من جهة، وكان الظلم من جهة أخرى.

ليس عجيبا أن يذكر الله تعالى في مسألة القائد مجموعة من الصفات في كيفية سياسة قومه، رحمة حقيقية تنعكس ليناً عليهم، لا الغلظة والقسوة. ومع هذا، يذكر الله العلاقة السامية بينهم في ظل رحمة الله، ويذكر الرأي حيث المشورة والمسؤولية. ليس عبثا مجيء هذا، لأن المسلمين جسد واحد، وهمٌّ واحد، وتطلعات واحدة، إرضاء لإله واحد، سبحانه.

هناك الشورى والاختلاف المتوقع؛ فالناس مختلفون، ولكنه اختلاف تنوّع ممدوح مطلوب، ومعه احترام كل واحد للآخر، ورضا الأقلية بما عليه الأكثرية. وهذا ما طبقه النبي نفسه، صلى الله عليه وسلم، في كثير من مواقف الشورى؛ بل كان يشاورهم في معظم شؤونهم، خاصة المصيرية. ومع مبدأ الشورى، إلا أن القائد على وجه التحديد له صفات أخرى لا بد من التحلي بها، هي هذه المذكورة في هذه الآية العظيمة. وحين تكون الرحمة واللين، عندها لا يمكن للأقلية أن تشعر بأنها منبوذة، بل لها الاحترام كله، وأهم علاقة (بعد علاقتهم بالله) هي علاقتهم بهذا القائد (أنى كان)؛ فهو رحيم بهم ويحبهم، وهو مع الجميع، لا مع فئة دون أخرى.

هكذا ينبغي أن يكون القائد على مستوى الأمة أو المجتمع أو العشيرة أو المؤسسة أو الحزب أو الجماعة أو الأسرة. ومن دون هذه المواصفات، لا يمكن أن يعدل، ولا يمكن أن يصفو حال الذين تحت إمرته أبدا، مما يُشعِر بوجود خطر الانحياز فالتبعثروالشقاق.وهذا ما هو موجود عبر التاريخ.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .