أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الرابعة بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الرابعة بعد المائتين في موضوع(الحليم)وهي بعنوان :
من أخلاق الرسول الحلم والعفو :
ومع هذا كان يوم الذهاب إلى الطائف أشد عليه صلى الله عليه وسلم من يوم أحد، ذلك أنه صلى الله عليه وسلم خرج من مكة منفردًا يبحث عن مكان لدعوته، بعد أن فقد كل أمل في قريش، وكان رد أهل الطائف من أسوأ ما يمكن تصوره، كذبوه،وسخروا منه، وأغروا به سفهاءهم وصبيانهم يضربونه بالحجارة حتى خرج..
وفي ظل هذا الجو النفسي الشديد، اليأس من أهل مكة، اليأس من أهل الطائف، التعب والمشقة والجراح.. ويأتيه الملك ليلبي رغبته، لو أراد أن يطبق الأخشبين على أهل مكة لفعل. والأخشبان جبلان بينهما مكة، وإطباقهما يعني دمار مكة بمن فيها..
ولكنه صلى الله عليه وسلم يعفو، ويتجاوز آلامه وما يعتلج في نفسه من الأسى، على أمل أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله.. وذلك هو العفو.
وجاء زيد بن سعنة – قبل إسلامه – يطلب النبي صلى الله عليه وسلم بدين، فجبذ
ثوبه عن منكبه وأخذ بمجامع ثيابه، وأغلظ له، ثم قال: إنكم يا بني عبدالمطلب قوم مطل. فانتهره عمر، وشدد له في القول والنبي صلى الله عليه وسلم يبتسم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا وهو كنا إلى غير هذا أحوج منك يا عمر، تأمرني بحسن القضاء وتأمره بحسن التقاضي».
ثم قال: «لقد بقي من أجله ثلاث» وأمر عمر أن يقضيه ماله، ويزيده عشرين صاعًا لِمَا روَّعه. فكان سبب إسلامه.
يقول زيد – وهو من اليهود -: ما بقي من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في محمد إلا اثنتين لم أخبرهما: يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل إلا حَلمًا. فاختبرته بهذا، فوجدته كما وُصِف
كانت القضية قضية تثبُّت واختبار، ولذلك كان غليظًا في قوله: غليظًا في فعله، ثم كانت مطالبته قبل الموعد. ومع ذلك يسعه حلم النبي صلى الله عليه وسلم ويأمر له بتعويض مقابل ما أصابه من قول عمر. وذلك هو الحلم والعفو والكرم.
تلك أمثلة تجاذبها حلم النبي صلى الله عليه وسلم وعفوه، فهي بمقدار ما تحمل من بيان الحلم، فإنها أيضًا تبين عفوه صلى الله عليه وسلم وتسامحه.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .