أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الثانية بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية بعد المائتين في موضوع(الحليم)وهي بعنوان :

من أخلاق الرسول الحلم والعفو :

تمهيد: قال الإمام الغزالي: «اعلم أن الحلم أفضل من كظم الغيظ، لأن كظم الغيظ عبارة عن التحلم، أي تكلف الحلم، ولا يحتاج إلى كظم غيظ إلا من هاج غيظه، ويحتاج فيه إلى مجاهدة شديدة، لكن إذا تعود ذلك مدة، صار ذلك اعتيادًا فلا يهيج الغيظ، وإن هاج فلا يكون في كظمه تعب، وهو الحلم الطبيعي، وهو دلالة كمال العقل، وانكسار قوة الغضب وخضوعها للعقل، ولكن ابتداءه التحلم وكظم الغيظ تكلفًا»

وإذا عرفنا الفرق بين الحلم وكظم الغيظ، فإنه يقابلهما: الغضب. والعفو: «ترك المؤاخذة»

مدح الحلم والعفو: قال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾. وقال تعالى: ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾

وقال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133، 134].وقد ذكرت الآية الكريمة «كظم الغيظ» وهو ابتداء «الحلم» فيكون مدح الحلم من باب أولى.وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشجع عبدالقيس: «إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة».

أمثلة من حلمه صلى الله عليه وسلم وعفوه : نقف في هذه الفقرة أمام بعض الأمثلة من

حلم النبي صلى الله عليه وسلم، فاستيعابها أمر صعب وما نشك أنه كان له في كل يوم من حياته حدث يظهر فيه حلمه.

أخرج الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كنتُ أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجذبه جذبة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال: مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .