أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الخمســـــــون بعد المائة موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخمسون بعد المائة في موضوع(الحليم)وهي بعنوان:

تأملات في آيات القرآن الكريم آيات العقل ومدلولاتها التربوية (الحلم ) :

    اعتبر العرب (الحِلم) بكسر الحاء وتسكين اللام، من أرفع الخصال

التي يمكن أن يتصف بها الشخص، وهو يدل على عقلانية الفرد، وسعة أفقه، وكثرة علمه وفضله. وفي معنى (الحِلم) اتفقت معظم المعاجم على أنه الأناة والتعقل، ويجمع اللفظ (أحلام وحُلوم)، ويذكر (المنجد) أن الحِلم ضد الطيش، وهو الصبر والأناة، والسكون مع القدرة، وهو التعقل.

   ولقد وردت مشتقات لفظ (الحِلم) في القرآن الكريم إحدى وعشرين مرة، ولكن ورود لفظ (الحِلم) بمعنى (عقل) بطريقة مباشرة لا تحتمل أي تأويل، جاء مرة واحدة في قوله تعالى: (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا أم هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) الطور32. حيث كان الكفار يدعون في الجاهلية أنهم أهل الأحلام (أي العقول)، فكان معنى الآية الكريمة: هل تأمرهم أحلامهم بأن يعبدوا أصناما بكما صما ويتركوا عبادة الله سبحانه وتعالى؟

وبطبيعة الحال، لم تنفعهم أحلامهم حينذاك والتي كانت لدنياهم ولم تكن لدينهم. (تفسير الطبري).

 ونرى أن مجيء لفظ (أحلامهم) في هذه الآية الكريمة مقابل عبارة (قوم

 طاغون) يدل على أن (الحِلم) هو الفهم، والعلم المبني على أساس سليم،

 وأن (الطغيان) هو ما يناقض ذلك.

هذا هو الاستخدام الأول لهذا اللفظ في القرآن الكريم، أما الاستخدام الثاني فهو بلفظ (حَلُمَ) بضم اللام، وهذا اللفظ يعبر عن معنى

العقل من جهة، ويعبر عن الصبر والصفح من جهة أخرى، فقد جاء في القواميس (حَلُمَ) من كان ذا صفح وذا (حِلم) أي ذو عقل فهو حليم.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .