أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة السادسة والأربعون بعد المائة موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة السادسة والأربعون بعد المائة في موضوع(الحليم)وهي بعنوان:
الحلم من صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
ما أظلت الخضراء وما أقلت الغبراء” أحسن وأفضل خلقاً من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم -، حيث امتدحه ربنا ـ عز وجل ـ على أخلاقه العظيمة
فقال عز من قال: “{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }”(سورة القلم : 4).
ومن عظيم أخلاق النبي الكريم وجميله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو حلمه على من جهل عليه، وأيضاً عفوه عمن قد ظلمه، وما من رجل حليم إلا وقد عرفت منه زلة، وحفظت عنه هفوة، إلا نبينا الكريم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم، فما زاد مع شدة وكثرة الإيذاء إلا صبراً عظيماً جميلاً، وما زاد على إسراف الجاهل إلا حلماً، إذ كان النبي الكريم لا يغضب لنفسه أبدا.
فعن أم المؤمنين السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ” ما خُيِّر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى فينتقم لله بها”(أبو داود).
وكان سيدنا الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا تستفزه الشدائد أبداً، وكانت لا تغضبه الإساءات، فقد اتسع حلم النبي الكريم حتى أنه قد جاوز العدل إلى الفضل وذلك مع من أساء إلى النبي وجهل عليه، فعن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه – :” لما كان يوم حنينٍ آثر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ناساً في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة ً من الإبل، وأعطى عيينة بن حصن مثل ذلك، وأعطى ناساً من أشراف العرب وآثرهم يومئذٍ في القسمة، فقال رجل: والله إن هذه لقسمة ما عُدِل فيها وما أريد فيها وجه الله، قال: فقلت: والله لأخبرن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، قال: فأتيته فأخبرته بما قال، فتغير وجهه حتى كان كالصرف(شجر أحمر)، ثم قال: فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله، ثم قال: يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر، قال : فقلت : لا جرم لا أرفع إليه بعدها حديثاً “(البخاري).
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .