أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الثانية والثلاثون بعد المائة موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثانية والثلاثون بعد المائة في موضوع (الحليم) وهي بعنوان  :

تخبط الناس في تأويل الرؤى والأحلام :

فالحديث: أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً فيه إشارة إلى أن طهارة الباطن من أسباب نقاء الرؤيا ووضوحها ومجيئها كفلق الصبح، مجيئها صادقة، تقع كما رآها عياناً، يراها في الواقع مطابقة تماماً، كلما كان أصدق في الحديث كانت رؤياه أصدق في الحدوث والبيان والوضوح والوقوع أيضاً.

وقد يندر في المنام أن يرى إنسان كافر أو كذاب رؤية صحيحة، لكن

 ممكن يقع على ندرته، مثلما رأى فرعون الكافر رؤيا صحيحة، لكن

الحقيقة أن الله ما أراه له كرامة له، هذا ملك مصر، وإنما أراها له لأجل يوسف، لكي يخرج يوسف من السجن، ويبحث الملك عن تعبيرها، ولا يرى أحداً يعبر، ولا ينبري لذلك إلا يوسف فيكون سبب الإفراج عنه، وأن يتبوأ المنزلة العالية ويكون على خزائن الأرض.

فيندر أن يكون من الفاسد أو الكذاب أو الكافر رؤية صحيحة.

وأما معنى قوله ﷺ: إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب فما

معنى اقتراب الزمان؟

بعض العلماء فسره بتقارب الليل والنهار، يعني اعتدال الزمنين، وهذا يكون في وقت الربيع، وأن عند ذلك تكون الرؤى أصدق، لكن الراجح -والله أعلم- ليس هذا، وإنما المراد باقتراب الزمان قرب قيام الساعة، انتهاء مدة الدنيا، كلما اقتربنا من نهاية الدنيا وقيام الساعة، تكون رؤى المؤمنين لا تكاد تكذب، كأنه لما صار الكذب في آخر الزمان متفش، والكفر متفش، والظلم متفش، والجهل متفش، عوض الله المؤمنين في آخر الزمان بأمور من المبشرات والمثبتات، وهي الرؤى التي يرونها

صادقة وصحيحة وتقع كما رأوها، فهذا تعويض للمؤمنين.

والوعيد قد جاء لمن يكذب في المنام، الذي يقول: رأيت كذا، وهو لم ير.

بعض الناس يكذبون في المنام، بعضهم يكذب لأغراض دنيوية، ربما يأتي ويقول: رأيت كذا كذا كذا، لكي تعطيه شيئاً، أو يتقرب منك، ونحو ذلك، وهذا حرام لا يجوز.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .