أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـة السابعة عشرة بعد المائة موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة السابعة عشرة بعد المائة في موضوع ( الحليم ) وهي بعنوان :
الآيات : { إِنَّ إِبْرَٰهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّٰهٌ مُّنِيبٌ } :
التفسير الميسر : إن إبراهيم كثير الحلم لا يحب المعاجلة بالعقاب، كثير التضرع إلى الله والدعاء له، تائب يرجع إلى الله في أموره كلها.
السعدى : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ } أي: ذو خلق حسن وسعة صدر، وعدم غضب، عند جهل الجاهلين.
{ أَوَّاهٌ } أي: متضرع إلى الله في جميع الأوقات، { مُنِيبٌ } أي: رجَّاع
إلى الله بمعرفته ومحبته، والإقبال عليه, والإعراض عمن سواه، فلذلك كان
يجادل عمن حتَّم الله بهلاكهم.
الوسيط لطنطاوي : وقوله - سبحانه - ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ ) بيان للدواعى التى حملت إبراهيم - عليه السلام - على مجادلة الملائكة فى
شأن إهلاك قوم لوط ، والحليم : هو الصبور على الأذى ، الصفوح عن الجناية ، المقابل لها بالإِحسان ، والأواه : هو الذى يكثر التأوه من
خشية الله .
قال الآلوسى : وأصل التأوه قوله : آه ونحوه مما يقوله المتوجع الحزين . وهو عند جماعة كناية عن كمال الرأفة ورقة القلب . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما عن عبد الله بن شداد قال رجل : يا الله ما الآواه؟ قال : " الخاشع المتضرع الكثير الدعاء "
والمنيب : السريع الرجوع إلى الله - تعالى - بالتوبة والاستغفار .
أى أن إبراهيم لصبور على الأذى ، صفوح عن الجناية ، كثير التضرع
إلى الله ، سريع الرجوع إليه فى كل ما يحبه ويرضاه .
قال ابن كثير : وقوله : ( إن إبراهيم لحليم أواه منيب ) مدح إبراهيم بهذه الصفات الجميلة
وقال الطبرى :وقوله: (إن إبراهيم لحليم أوّاه منيب) يقول تعالى ذكره: إن إبراهيم لبطيء الغضب ،متذلل لربه خاشع له، منقاد لأمره ،(منيب)، رَجَّاع إلى طاعته . وقال ابن عاشور : وال { حليم } الموصوف بالحلم وهو صفة تقتضي الصفح واحتمال الأذى .
وال { أوّاه } أصله الذي يكثر التأوُّه ، وهو قول : أوّه . وأوّه : اسم فعل
نائب مناب أتوجع ، وهو هنا كناية عن شدة اهتمامه بهموم الناس .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .