أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـة السادسة بعد المائة موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة بعد المائة في موضوع ( الحليم ) وهي بعنوان  :  

   اقتران اسمه سبحانه (الحليم) ببعض الأسماء الحسنى:               

 فمما تكررَ اقترانُ اسم الحليم به من أسماءِ الله عزَّ وجل في كتابه الكريم : الغفور، ذكر ذلك في ستةِ مواضع:

قال سبحانه وبحمده: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ}، ثم قال جلَّ وعلا: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} ، فقرَن الله تعالى هذين الاسمين: الحلم والمغفرة.

ومنه قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا

كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}  والملاحظ أنَّ غالب ما جاءَ في هذا الاقتران أنه يقدِّمُ جلَّ وعلا ذكرَ المغفرةِ على الحِلم، لكنَّه في موضعين قدَّمَ الحلم على المغفرة، والاقتران في الأصل دال على تناسب الوصفين، فإنه من حلمهِ يغفر، ومغفرته دليلُ حلمه جلَّ في علاه، وأنه لا يعاجلُ عباده بالعقوبة. ....

   ومما يقترنُ به اسم الله تعالى الحليم فيما ذكر الله تعالى بكتابه اقترانه بالعلم، وفي هذا الاقتران دلالة عَظمة، يقول الله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا}، وقال تعالى: {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ

اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ}     .

جمعَ الله تعالى بين هذين الاسمين؛ لدلالة اجتماعهما على كمال الله عزَّ وجل، فحلمه ليس عن جهل؛ لأن بعض الناس قد يتصور أن الله تعالى لا يعاقب الناس على ظلمهم، ولا يؤاخذهم بسيء عمَلِهم؛ لأنه لا يعلم، لكن يقولُ لك ربُّكَ جلَّ وعلا: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ} ، وليس فقط الظواهر؛ بل ما في القلوب الذي لا يعلمُه أحد، يخفى عن الأنظار، ويتوارى عن المُشاهدات الله يعلمه. ولكنَّ الذي يمنعه جلَّ وعلا، أو الذي يستوجبُ الذي لا يعاقب العباد وأن لا يؤاخذُهم هو عظيم حلمه، ليس أنه لا يعلم؛ ولذلكَ يذكِّرُ الله تعالى المظلومين بأنَّ ما يجري من الظالمين ليس غائباً عنه؛ بل هو في  سمعه وبصره، لكنَّ رحمته وحلمه تستوجبُ أن يُقيم الحجة على هؤلاء، حتى إذا أخذهم أخذهم وقد استنفدوا كلَّ الوقتَ الذي يمكن أن يستعتبوا وأن يعودوا، {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}  لذلك اقترنَ حلمه بعلمه، فكان ذلك دالاً على عظيم حلمه، وأنه حِلْمٌ ليس بعيداً عن كماله، وليس بعيداً عن علمه، وليس لجهله؛ بل بكمالِ علمه سبحانه وبحمده ، أيضاً من المواطن التي اقترن فيها حِلْمُه باسمٍ وصفةٍ من صفاته العظيمة الدالة على عظيم صفة الحلم اقترانه بالغنى . [الأنترنت – موقع الدكتور  خالد المصلح  ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .