أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـة الثالثة بعد المائة موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الثالثة بعد المائة في موضوع ( الحليم ) وهي بعنوان :
اقتران اسمه سبحانه (الحليم) ببعض الأسماء الحسنى:
ثالثًا: اقتران اسمه سبحانه (الحليم) باسمه سبحانه (الغني):
ورد ذلك مرة واحدة في القرآن وذلك في قوله سبحانه: { قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} [البقرة: 263]. يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - عند هذه الآية: "وختم الآية بصفتين مناسبتين لما تضمنته فقال: {وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ}، وفيه معنيان: أحدهما: أن الله غني عنكم لن يناله شيء من صدقاتكم، وإنما الحظ الأوفر لكم في الصدقة فنفعها عائد عليكم لا إليه سبحانه وتعالى، فكيف يمنُّ بنفقته ويؤذي مع غنى الله التام عنها وعن كل ما سواه، ومع هذا فهو حليم إذ لا يعاجل المانّ بالعقوبة. وفي ضمن هذا الوعيد والتحذير.
والمعنى الثاني: أنه سبحانه وتعالى مع غناه التام من كل وجه فهو الموصوف بالحلم والتجاوز والصفح، مع عطائه الواسع وصدقاته العميمة، فكيف يؤذي أحدكم بمنه وأذاه مع قلة ما يعطي ونزارته وفقره"[ بدائع التفسير 1/421 ]وعند هذه الآية: " {وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} ، غني عن الصدقة المؤذية، حليم يعطي عباده الرزق فلا يشكروه فلا يعجلهم بالعقاب، ولا يبادرهم بالإيذاء وهو معطيهم كل شيء، ومعطيهم وجودهم ذاته قبل أن يعطيهم أي شيء. فليتعلم عباده من حلمه سبحانه فلا يعجلوا بالأذى والغضب على من يعطونهم جزءًا مما أعطاهم الله لهم حين لا يروقهم منه أمر أو لا ينالهم منهم شكر"، وفي اقتران هذين الاسمين الكريمين دلالة أيضًا على أن حلمه سبحانه لم يكن عن عجز أو فقر أو حاجة وإنما عن غنى تام، وقدرة تامة والله أعلم.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .