أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـة السادسة والثمانون موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والثمانون في موضوع ( الحليم ) وهي بعنوان :
الآيات: { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍۢ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَـْٔخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ }
والضمير فى قوله - سبحانه - ( عليها ) يعود على الأرض . وصح عود الضمير عليها مع أنه لم يسبق ذكر لها ، لأن قوله ( من دابة ) يدل على ذلك لأنه من المعلوم ، أن الدواب تدب على الأرض .
ونظيره قوله - تعالى - فى آية أخرى ( مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ )
وقوله ( حتى تَوَارَتْ بالحجاب ) أى : الشمس . فإنه وإن كان لم يجر لها ذكر إلا أن المقام يدل عليها . ورجوع الضمير إلى غير مذكور فى الكلام إلا أن المقام يدل عليه كثير فى كلام العرب ، ومنه قول حاتم الطائى :
أماوىّ ما يغنى الثراء عن الفتى *** إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقوله : حشرجت وضاق بها ، المقصود به الروح أو النفس ، ولم يجر لها
ذكر ، إلا أن قوله : وضاق بها الصدر ، يعين أن المراد بها النفس .
والمراد بالساعة فى ( لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ) مطلق الوقت الذى هو غاية فى القلة .
والمعنى : ولو عاجل الله - تعالى - الناس بالعقوبة ، بسبب ما اجترحوه من ظلم وآثام ، لأهلكهم جميعا ، وما ترك على ظهر الأرض من دابة تدب عليها ، ولكنه - سبحانه - فضلا منه وكرما ، لا يعاجلهم بالعقوبة التى تستأصلهم بل يؤخرهم ( إلى أَجَلٍ مسمى ) أى : إلى وقت معين محدد تنتهى عنده حياتهم ، وهذا الوقت المحدد لا يعلمه إلا هو - سبحانه - ( فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ ) . أى : فإذا حان الوقت المحدد لهلاكهم ، فارقوا
هذه الدنيا بدون أدنى تقديم أو تأخير عن هذا الوقت .
هذا ، ومن العلماء من ذهب إلى أن المراد بالناس هنا : الكفار خاصة ، لأنهم هم الذين أشركوا مع الله آلهة أخرى .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .