أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـة الرابعة والثمانون موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

 الحلقة الرابعة والثمانون في موضوع ( الحليم ) وهي بعنوان  : 

تفسير الآية : { الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين  }

قال: (( والعافين عن الناس )) وقوله: (( عن الناس )) عام شامل، ولكنه ليس على عمومه بالاتفاق، فإن الإساءة إذا كانت لحق الله فهي لله وليس لأحد أن يعفوا عنها، فلو زنى رجل بمحرم رجل وأراد أن يعفوا عنه، قلنا لا يمكن الحق ليس إليك، والله عزوجل يقول: (( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ))، أما إذا كان حقا للإنسان ليس فيه شائبة حق لله فهذا ينظر فيه، ليس على عمومه بل ينظر فيه، إن اقتضت المصلحة العفو فالعفو خير، وإن اقتضت المصلحة المؤاخذة فالمؤاخذة خير،وإن لم تقتضي المصلحة لا هذا ولا هذا بأن تساوى الأمران فالعفو خير، لقوله تعالى: (( وأن تعفوا أقرب للتقوى )) والدليل على هذا أن الله سبحانه وتعالى قال: (( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )) فعلم منه أن من عفا بدون إصلاح فلا أجر له، بل قد يأثم على عفوه، مثال ذلك: رجل اعتدى عليه شخص شرير، كلما عفا الناس عنه ازداد شرا، فهنا العفو خير وإلا المؤاخذة خير ؟ المؤاخذة خير، بل قد تجب، إنسان آخر اعتدى على شخص لكنه رجل معروف بالاستقامة ـ أعني المعتدي ـ رجل معروف بالاستقامة وعدم الاعتداء، لكن بدرت منه المبادرة فحصلت منه الإساءة، فهنا العفو أولى، ولاسيما إذا جاء هذا المعتدي يعتذر ويتعهد أن لا يعود أو ما أشبه ذلك، الثالث: رجل اعتدى على آخر وهو شرير لكنه لم يبلغ في الشر غايته، يعني أحيانا وأحيانا، فهنا العفو أفضل لأنه يتساوى

الأمران، فالعفو هنا أفضل .

وقوله:  { والعافين عن الناس } يشمل حتى عن الكفار إذا لم يكونوا حربيين، فإن الإنسان إذا عفا عنهم فيما يتعلق بحقه الخاص وكان في العفو إصلاح فإنه يدخل تحت الآية الكريمة.

 [ الأنترنت - موقع أهل الحديث والأثر - تفسير سورة آل عمران-41- تفسير الآية : { الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } الشيخ محمد بن صالح العثيمين ]

   إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .