أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـة السابعة والخمسون موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة السابعة والخمسون في موضوع ( الحليم ) وهي بعنوان :
من شمائل وخصائص الرسول صلى الله عليه وسلم الحلم :
روى أبو الشيخ في كتابه أخلاق النبي صلى اللهعليه وسلم، وضُعِّف من قبل بعض رواته، قال عبد الرحمن بن أبزى: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلم الناس وأصبرهم وأكظمهم للغيظ.
والأحداث والشواهد في الأفعال والأقوال تبرز ذلك وتؤكده وتجليه :
الحادثة الأولى: يقول أنس: "كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه برد نجراني غليظ، فأدركه أعرابي فجبذه من برده عليه الصلاة والسلام، قال: فجبذه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنقه، أو صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حتى رأيت على صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم أثر حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال الأعرابي: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه النبي عليه الصلاة والسلام وضحك ثم أمر له بعطاء".
هذا كان من حلم النبي صلى الله عليه وسلم يغرس في نفوس هؤلاء الأعراب الأدب والتعليم لهذا الأدب مع ما يغرسه في نفوسهم من تعظيهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشدة محتهم له.
الحادثة الثانية:
عند البخاري ومسلم واللفظ للبخاري، قال أبو هريرة: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه، فأغلظ له، أي بكلام لا يليق بمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهمَّ به أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، أي هموا أن يضربوه ويبطشوا به، فقال: (دعوه فإن لصاحب الحق مقالا) هذا صاحب حق عنده حجة وله أن يتكلم وأن يطالب، ثم قال: (أعطوه سنا مثل سنه) كان النبي قد أخذ منه جملا قالوا: يا رسول الله لا يوجد إلا أمثل من سنه، أي ما هو أفضل قال: (أعطوه فإن من خياركم أحسنكم قضاء) أحسنوا في القضاء رغم أنه لم يحسن في الطلب، فأحسن له النبي عليه الصلاة والسلام في القضاء والعطاء ولاشك أن هذا من الحلم، بعض الناس إذا أخطأ الإنسان ومعه حق ينكرون حقه ويقولون له: اذهب فلا حق لك عندنا، ردا على سوء تصرفه.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .