أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة الثالثة والخمسون موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

 الحلقة الثالثة والخمسون في موضوع ( الحليم ) وهي بعنوان  : 

 من شمائل وخصائص الرسول صلى الله عليه وسلم الحلم :

الحلم خلق عظيم له توابع كثيرة، فالحلم وطيد الصلة بالعفو والصفح، وهو كذلك غير بعيد عن كظم الغيظ وضبط النفس.

والحلم في معناه اللغوي أصل اشتقاقه من هذا الفعل الثلاثي"حلم" يدور على معنى ترك العجلة. فالحلم له هذه الدلالة في الأناة والتروي.

قال ابن فارس في معجمه: الحلم خلاف الطيش، والطيش المقصود به الاندفاع بدون روية برعونة وخفة بدون أناة وبصيرة.

ولذلك أيضا نجد من المعاني ما يدل على هذا المعنى الأصيل، إذ كيف تقع الأناة؟ وكيف يمتنع الإنسان من الطيش؟

من هنا قال الجوهري معنى الحلم: العقل.

وقيل هو: الأناة والعقل معا؛ لأن هذا المعنى هو نقيض السفه والخفة، وقد جاء الحلم بمعنى العقل في كتاب الله عز وجل كما في قوله تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} (الطور:32). {تأمرهم أحلامهم} أي عقولهم.

فالحلم عقل يدعو إلى التأني وترك العجلة وعدم الاندفاع بطيش ورعونة.

وأما الحلم في المعنى الاصطلاحي فهو كذلك قريب من هذه الدلالة، وما

 قاله العلماء في تعريفه يدور على هذا المعنى، ويمكن أن نجمع من تعاريف

 العلماء وما ذكره الجرجاني والجاحظ وغيرهم تعريفا يؤدي إلى هذا المعنى.

الحلم: طمأنينة تأتي عند سورة الغضب، وتمنع الانتقام مع القدرة عليه ؛ طمأنينة تحل عند سورة الغضب أي تمنع من الانتقام مع القدرة عليه.

ومن أسماء الله سبحانه وتعالى (الحليم) وحلم الله سبحانه وتعالى تأخيره للعقوبة على من يستحقها، ثم بعد تأخيره قد يعفو سبحانه وتعالى عمن أخّر له العقوبة، وقد يؤاخذه بحسب مشيئته سبحانه وتعالى.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .