أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة الخامسة عشرة موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة عشرة في موضوع (الحليم) وهي بعنوان : نماذج عملية فى الحلم:
ما أعز هاتين الخصلتين اللتين يحبهما الله، وما أشد حاجتِنا إليهما، أمّا الحلم فهو النظر والتفكر بالعقل، وأما الأناة فهي التثبت وترك العجلة.
إخوة الإيمان: ويكفى الحِلْم عزةً ورفعة وعلوَّ شأنٍ أنه من صفات الله تعالى وفيه اسمٌ من أسمائه. قال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 235].
والحلم حِلية أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، فهذا إبراهيم الخليل عليه السلام يصفه ربه بالحِلْم؛ فيقول: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 114]. ويبشره ربه كذلك بابن حليم، فيكون الحِلْم من صفات إسماعيل عليه السلام؛ قال تعالى: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات:101].
ويُوْصَف شعيبٌ عليه السلام بالحلم والرشد من قومه، وإن كان على سبيل التهكم والاستهزاء منهم، قال تعالى حكاية عن مقولتهم فيه: ﴿ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴾ [هود:87]. وهو كذلك وإن رغمت أنوف الملأ؛ ويكفيه حلما وعلما أن يقول لهم: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود:88].
أما صفوة الخلق وخِيرة المرسلين، فيزكيه ربه بكمال الأخلاق فيقول: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم:4]. ويجمع الله به القلوبَ بعد فُرقتها، ويجمع به شَمْل النفوس بعد شرودها وضياعها،ويقول له ربه: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ... ﴾ [آل عمران:159]. فكان صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة فاجتمعت عليه القلوب واهتدت بهديه النفوس.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .