أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة الثامنة موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (الحليم) وهي بعنوان : معنى الحليم :

والحِلْم: خلق من أخلاق الإسلام العظيمة، والذى يتمثل فى تريث الإنسان وتثبته فى الأمر، ويعنى الأناة وضبط النفس.

وهو ضبط إرادى للانفعال فى مواجهة إساءات الآخرين،ابتغاء وجه الله.

وهذا الضبط الإرادى يعطى الحليم الفرصة للتفكير الهادئ والتقدير السديد لتلك الإساءات، فيقرر بطريقة سليمة خلقيًا ودينيًا أن يقابلها بمثلها، أو يعفو عنها.

وهكذا يكفل الحلم لصاحبه البقاء ضمن إطار القانون والفضيلة ويجنبه تجاوزهما. أما الخير الذى يجنيه الغير من حلم الحليم فهو الأمن من الظلم أو انتهاك الفضيلة والقانون بالاعتداء أو بالعقاب المخالف لهما، وكذلك يتيح الحلم للغير الفرصة لنيل العفو والصفح عن إساءته.

وعندما نتأمل آيات القرآن الكريم التى تعالج الحلم نجد أنها تذكره كصفة لله -عز وجل- ثم لأنبيائه - صلوات الله وسلامه عليهم. وأنها تقرنه -غالبًا- بالمغفرة.

يقول تعالى: { لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِى أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } [البقرة: 225].

وقوله:{اعلّموا أّن اللَّه غّفور حّلٌيم} [البقرة: 235].

وقوله -عز وجل- { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ } [التوبة: 114].

ويلاحظ أن الصيغة اللغوية التى ذكر بها الحلم فى القرآن هى الصفة؛ ولكنها مع ذلك تشير إلى حث القرآن على الحلم بطريقة غير مباشرة، فهى صفة رفيعة وصف الله بها ذاته تعالى،ثم وصف بها أنبياءه عليهم

الصلاة والسلام.

  إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .