أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة الخامسة موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة في موضوع (الحليم) وهي بعنوان : معنى الحليم :

قال ابن جرير:«حليم ذو أناة لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم»

قال الأصبهاني :«حليم عمن عصاه ، لأنه لو أراد أخذه في وقته أخذه ، فهو يحلم عنه ويؤخره إلى أجله ، وهذا الاسم وإن كان مشتركا يوصف به المخلوق ، فحلم المخلوق حلم لم يكن في الصغر ، ثم كان في الكبر ، وقد يتغير بالمرض والغضب والأسباب الحادثة ، ويفنى حلمه بفنائه ، وحلم الله عز وجل لم يزل ولا يزول ، والمخلوق يحلم عن شيء ولا يحلم عن غيره ، ويحلم عمن لا يقدر عليه ، والله تعالى حليم مع القدرة»

قال السعدي:«الحليم الذي يدر على خلقه النعم الظاهرة والباطنة ، مع معاصيهم وكثرة زلاتهم ، فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم ، ويستعتبهم كي يتوبوا ، ويمهلهم كي ينيبوا»

قال الغزالي:«الحليم: هو الذي يشاهد معصية العصاة ويرى مخالفة الأمر ثم لا يستفزه غضب، ولا يعتريه غيظ، ولا يحمله على المسارعة إلى الانتقام مع غاية الاقتدار عجلة وطيش، كما قال تعالى ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا

جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ سورة النحل:61»

قال الحليمي:«الذي لا يحبس أنعامه وأفضاله عن عباده لأجل ذنوبهم، ولكن يرزق العاصي كما يرزق المطيع، ويبقيه وهو منهمك في معاصيه، كما يبقي البر التقي،وقد يقيه الآفات والبلاياوهو غافل لايذكره،فضلاً عن أن يدعوه،كما يقيها الناسك الذي يسأله،وربما شغلته العبادة عن المسألة»

قال الخطابي:«هو ذو الصفح والأناة ، الذي لا يستفزه غضب ،ولا

يستخفه جهل جاهل ولا عصيان عاص، ولا يستحق الصافح مع العجز

اسم الحلم،إنماالحليم هوالصفوح مع القدرة،والمتأني الذي لا يعجل بالعقوبة»

  إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .