أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة السادسة والثمانون موضــــــــــــــــــوع الوتـــــــــــــــــــــــــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والثمانون في موضوع (الوتر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:
* *كيف نعبد الله باسمه الْوِتْر؟
قال سبحانه: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾ [طه: 110]، ولو كان له مثيل؛ لأحاطت به علوم البشر؛ ولكنه سبحانه تنزَّه وتقدَّس عن كل وصف يجول في رأس إنسان.
وكان صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم أنت الأول، فليس قبلك شيءٌ، وأنت الآخر، فليس بعدك شيءٌ، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيءٌ، وأنت الباطن، فليس دونك شيءٌ)) ، وإذا لم يكن قبله شيءٌ، ولا بعده شيءٌ، ولا
فوقه شيءٌ، ولا دونه شيءٌ، فكيف يكون له شبيهٌ أو نظيرٌ أو ندٌّ؟!
ثانيًا: أن يحب العبد هذه الصفة :
جاء في الحديث: ((إن الله وترٌ يحبُّ الوتر))[8]؛ أي: يحب كل وترٍ شرعه، ومحبته له أنه أمر به، وأثاب عليه، وخصصه بذلك لحكمةٍ يعلمها.
ويدخل في معناه: محبة السبق إلى الخيرات؛ حتى يتفرَّد فيها عمَّن دونه،
كما في قوله: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴾ [الواقعة: 10]، وقوله: ﴿ سَابِقُوا
إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [الحديد: 21]. وقوله صلى الله عليه وسلم: ((سبق المفردون))، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: (الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات) .
فهو سبحانه وتعالى يحبُّ السابقين المتفرِّدين المتفوقين في الخير والصلاة، أو في العلم، أو في البر، أو في الجود، أو في نفع الناس، وإيصال الخير إليهم،ويحب المسابقة في ذلك﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾المطففين: 26].
فأثر الاسم على العبد يتجلَّى في أنْ يسبق العبد إلى البرِّ حتى يكون فيه فردًا، كذلك أثر الاسم على العبد يتجلَّى في محبته الوترية كما أحبَّها الله سبحانه؛ فيتوضأ وترًا، ويغتسل وترًا، ويجعل آخر صلاته بالليل وترًا، ويشرب وترًا، ويأكل - ما أمكن - وترًا، وهكذا.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.