أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة الخامسة والثمانون موضــــــــــــــــــوع الوتـــــــــــــــــــــــــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة
والثمانون في موضوع (الوتر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:
* معنى الاسم في حقِّ الله تعالى:
الْوِتْرُ جلَّ جلاله: "هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير" .
الوِتْرُ جلَّ جلاله: الفرد الأحد الذي لا مثيل له، ولا شبيه له، ولا نظير له، ولا عديل له؛ لكماله من كل الوجوه ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4].
الوِترُ جلَّ جلاله: المتفرِّد عن خلقه بربوبيته ووحدانيته، فقد خلقهم لا
يعتدلون، ولا يستقرون إلَّا بالزوجية، ولا يهنؤون بالفردية؛ قال
سبحانه: ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾[الذاريات: 49].
قال الحافظ ابن حجر: "الوتر: الفرد؛ ومعناه في حقِّ الله: أنَّه الواحد الذي لا نظير له في ذاته ولا انقسام" .
قال مجاهد في قوله تعالى: ﴿ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾ [الفجر: 3]: "كل خلق الله شفعٌ؛ السماء والأرض، والبر والبحر، والجن والإنس، والشمس والقمر، والله الوتر وحده" . وقيل أيضًا في معنى الشفع والوتر: "إن الشفع تنوُّع أوصاف العباد؛ بين عزٍّ وذلٍّ، وعجزٍ وقدرة، وضعفٍ وقوةٍ، وعلمٍ وجهلٍ، وموتٍ وحياةٍ، الْوِتْرُ: انفراد صفات الله عزَّ وجلَّ؛ فهو العزيز بلا ذل، والقدير بلا عجز، والقوي بلا ضعف، والعليم بلا جهل، وهو الحي الذي لا يموت، والقيوم الذي لا ينام، ومن أساسيات التوحيد والوترية: إفراد الله عمَّن سواه في ذاته وصفاته وأفعاله وعبوديته" .
*كيف نعبد الله باسمه الْوِتْر؟
أولًا: أن نُنَزِّهَ الله تعالى عن المثيل والشبيه والنظير والنِّد: فسبحانه وتعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، فالله جلَّ جلاله لا يشبهه شيءٌ من المخلوقات؛ قال سبحانه: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27]، وقال سبحانه: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 88]، فلا يصح أبدًا مشابهة الفاني للباقي، ولا المخلوق للخالق الباري.
وقال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ﴾ [النحل: 60]؛ أي: الوصف الذي لا يشبه وصفٌ غيره، فلا يوصف ربنا بصفات المخلوقين، وقال تعالى: ﴿ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ﴾ [النحل: 74]؛ أي: لا تجعلوا لله الشبيه والمثل، فسبحانه لا شبيه له، ولا مثيل له؛ فذاته لا تشبه الذوات، وصفاته لا تشبه الصفات، ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65]، وقوله سبحانه: ﴿ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الأنعام: 100] تنزيهٌ وتقديسٌ لله تعالى عن كل وصفٍ يخطر ببال بشرٍ.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.