أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة الثلاثـــــــــون موضــــــــــــــــــوع الوتـــــــــــــــــــــــــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثلاثون في موضوع (الوتر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:

شرح معاني دعاء القنوت في الوتر :

والثاني : حال الضَّالين؛ من النَّصارى وأشْباههم . – قوله: “فيمنْ هَدَيت” : أي نسْألك الهداية؛ فإنّ ذلك مِنْ مُقْتضى رحمتك وحِكْمتك؛ ومِن سَابق فضلك؛ فإنك قد هَدَيت أناسًا قبلنا كثيرين؛ فنسألك أنْ تُدخلنا في جملة المُهديين وزُمرتهم، وهم مَنْ قال اللَّه تعالى عنهم: (ومن يُطع اللهَ والرسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا* ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما) النساء : 69-70 . فاللهم اجْعلنا في زُمْرتهم برحمتك؛ وأنتَ أرحمُ الراحمين . – قوله : “وعَافِنَا فيمَنْ عَافيت” : أي: اللهمّ عافنا مِنَ الأمراض والأسْقام كلِّها؛ أمراضِ القُلوب والأرْواح؛ وأمراضِ الأبدان وعللها؛ وأمراض الأبدان كثيرة ومعروفة؛ لكنْ أمراض القلوب تعود إلى أمرين : الأول : أمراضُ الشَّهوات، وهي التي منْشؤها الهَوى والشَّهوة: فيعْرف الإنسان الحق، لكن تغلبه شهواته فلا يتَّبعه؛ ولا يَعمل به؛ بل له هوًى مُخالفً لأوامر الشَّرع الحَكيم، في القرآن الكريم، أو السَّنة النبوية الشريفة. الثاني : أمراضُ الشُّبُهات التي مَنْشؤها الجهل والشّك، والبعد عن العلم الشرعي، لأنّ الجَاهلَ يفعل الباطل ويظنه حقًّا؛ وهذا مرضٌ خطيرٌ جدًّا . قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: “القلبُ يَعْترضه مَرَضان يَتواردان عليه؛ إذا اسْتحكما فيه؛ كان هلاكه وموته، وهما: مرضُ الشَّهوات، ومرض الشُّبهات، هذا أصلُ داءِ الخَلق إلا مَنْ عافاه الله”. وقال أيضًا رحمه الله تعالى: “مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين: فساد العلم، وفساد القصد، ويترتب عليهما داءان قاتلان، وهما: الضلال والغضب، فالضلال نتيجة فساد العلم، والغضب نتيجة فساد القصد، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها”.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.