أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة السادسة عشرة موضــــــــــــــــــوع الوتـــــــــــــــــــــــــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة عشرة في موضوع (الوتر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :
تفسير التواتر:
التواتر هو أن ينقل الخبر جمع كثير عن جمع مثله، تحيل العادة تواطؤهم على الكذب، من أول السند إلى منتهاه، وكان مستندهم الحس فقولهم (جمع كثير من الناس) : اشترط بعض العلماء أن يفوق العشرة ، وبعضهم قال يفوق العشرين ، وبعضهم قال يفوق الأربعين، أي أن العدد الأدنى المطلوب لنقل الخبر هو منقول بالتواتر أن يكون قد نقله عشرة من الناس تحيل العادة تواطؤهم على الكذب: ويشترط في هؤلاء الناس أن يكونوا مختلفين، بحيث يستحيل عادة أن نتخيل أنهم من الممكن أن يتفقوا ويتواطؤوا ويكذبوا،لاختلاف أماكنهم أو انتماءاتهم أو أمزجتهم... إلخ...
فقد يتفق ثلاثون بل وحتى مائة شخص على كذبة ما، ويروجونها بين الناس، فهل نقول إنها حقيقة لأنها نقلت بالتواتر عن جمع كثير من الناس؟ لا؛... لأننا نعرف أن هؤلاء مثلا من عائلة واحدة، أو عصبية عرقية أو حزبية أو طائفية معينة، وأنهم مجتمعون في مكان وزمان واحد، بحيث من الممكن أن يكونوا قد اتفقوا معاً على اختلاق هذه الكذبة..
ولو نظرنا لجيل الصحابة لوجدنا ما يلي:
أولاً- عُرف عن الصحابة صدقهم وعدالتهم بحيث يستحيل عليهم الكذب.
ثانيا- كان الصحابة من أعمار مختلفة، وانتماءات قبلية مختلفة، وانساحوا منذ حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في بلاد مختلفة لتعليم الناس، ووقع بينهم خلاف
بل وحتى اقتتال بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما يتطابق رغم كل هذا ؛ كل ما نقلوه من نصوص القرآن بالحرف والكلمة دون أدنى اختلاف، فهنا يستحيل أن يقال إنهم اتفقوا على هذه النصوص وتواطؤوا عليها فيما بينهم، ولا يقول بذلك إلا مجنون أو مخبول.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.