أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة الحادية عشرة موضــــــــــــــــــوع الوتـــــــــــــــــــــــــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع (الوتر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :
من آثار الإيمان باسم الله “الوتر”:
1- أن الله تعالى واحد لا شريك له ولا نظير ، بل هو الإله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . وهو سبحانه واحد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله ، قال عز وجل : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) [الشورى : 11] . وقال : ( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ) [ مريم : 65] .
2- وهو جل وعلا يحب الوتر ويأمر به في كثير من الأعمال والطاعات ، كما في الصلوات الخمس ووتر الليل وأعداد الطهارة وتكفين الميت وفي كثير من المخلوقات كااسموات ولأرض . فقد روى علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ ” يا أهل القرآن أوتروا ، فإن الله وتر يحب الوتر ” . قال القرطبي في معنى قوله ﷺ : ” وهو وتر يحب الوتر ” : الظاهر أن الوتر هنا للجنس ، إذ لا معهود جرى ذكره حتى يحمل عليه ، فيكون معناه أنه : يحب كل وتر شرعه . ومعنى محبته له : أنه أمر به وأثاب عليه ، ويصلح ذلك لعموم ما خلق الله وترا من مخلوقاته . أو معنى معبته له : أنه خصصه بذلك لحكمة يعلمها . ويحتمل أن يريد بذلك وترا بعينه ، وإن لم يجر له ذكر ثم اختلف هؤلاء ، فقيل : المراد صلاة الوتر . وقيل : يوم الجمعة . وقيل : يوم عرفة . وقيل : آدم . وقيل غير ذلك . قال : والأشبه ما تقدم من حمله على العموم . قال : ويظهر لي وجه آخر وهو : أن الوتر يراد به التوحيد ، فيكون المعنى : أن الله في ذاته وكماله وأفعاله واحد يحب التوحيد . أي : أن يوحد ويعتقد انفراده با لألوهية دون خلقة ، فيلتئم أول الحديث وآخره ، والله أعلم . قال الحافظ معقبا : قلت : لعل من حمله على صلاة الوتر ، استند إلى حديث علي : ” إن الوتر ليس بحتم ، ولا كصلاتكم المكتوبة ، ولكن رسول الله ﷺ أوتر ثم قال : ” أوتروا يا أهل القرآن ، فإن الله وتر يحب الوتر ” . أخرجوه في السنن الأربعة وصححه ابن خزيمة واللفظ له . فعلى هذا التأويل تكون اللازم في هذا الخبر للعهد ، لتقدم ذكر الوتر المأمور به . لكن لا يلزم أن يحمل الحديث الآخر على هذا ، بل العموم فيه أظهر ، كما أن العموم في حديث على محتمل أيضا .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.