أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقــــة السابعة عشرة بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذ
الحلقة السابعة عشرة بعد المائة في موضوع (المنان) من اسماء الله
الحسنى وصفاته والتي هي بعنوان : المنان ذو المن :
(وحَظَرَ اللهُ سبحانَهُ على عبادِهِ المنَّ بالصنيعةِ، واخْتَصَّ بهِ صفةً
لنفسِهِ؛ لأنَّ مَنَّ العبادِ تَكْدِيرٌ وتَعْيِيرٌ ، وَمَنُّ اللهِ سبحانَهُ إفضالٌ وتذكيرٌ.
- وأيضاً: فإنَّهُ هوَ المُنْعِمُ في نفسِ الأمرِ، والعبادُ وَسَائِطُ، فهوَ المُنْعِمُ على عبدِهِ في الحقيقةِ.
- وأيضاً: فالامْتِنَانُ اسْتِعْبَادٌ وكَسْرٌ وإِذْلالٌ لِمَنْ يُمَنُّ عليهِ، ولا تَصْلُحُ العبوديَّةُ والذلُّ إلاَّ للهِ.
- وأيضاً: فَالمنَّةُ أنْ يَشْهَدَ المُعْطِي أنَّهُ هوَ ربُّ الفضلِ والإنعامِ وأنَّهُ وَلِيُّ النعمةِ وَمُسْدِيهَا، وليسَ ذلكَ في الحقيقةِ إلاَّ اللهَ.
- وأيضاً: فالمَانُّ بِعَطَائِهِ يَشْهَدُ نَفْسَهُ مُتَرَفِّعاً على الآخِذِ مُسْتَعْلِياً عليهِ
غَنِيًّا عنهُ عَزِيزاً، وَيَشْهَدُ ذُلَّ الآخذِ وحاجَتَهُ إليهِ وفاقَتَهُ، ولا يَنْبَغِي ذلكَ للعبدِ.
- وأيضاً: فإنَّ المُعْطِيَ قدْ تَوَلَّى اللهُ ثَوَابَهُ وَرَدَّ عليهِ أضعافَ ما أَعْطَى، فَبَقِيَ عِوَضُ ما أَعْطَى عندَ اللهِ، فَأَيُّ حَقٍّ بَقِيَ لهُ قِبَلَ الآخِذِ؟!! فإذا امْتَنَّ عليهِ فقدْ ظَلَمَهُ ظُلْماً بَيِّناً، وادَّعَى أنَّ حَقَّهُ في قَلْبِهِ.
ومِنْ هنا- واللهُ أَعْلَمُ- بَطَلَتْ صَدَقَتُهُ بالمنِّ، فإنَّهُ لَمَّا كَانتْ مُعَاوَضَتُهُ ومعامَلَتُهُ معَ اللهِ، وعِوَضُ الصدقةِ عندَهُ، فلمْ يَرْضَ بهِ ولاحَظَ العِوَضَ مِن الآخِذِ والمعاملةَ عندَهُ، فمَنَّ عليهِ بما أَعْطَاهُ، أَبْطَلَ مُعَاوَضَتَهُ معَ اللهِ ومُعامَلَتَهُ لَهُ ). [المرتع الأسنى: ؟؟]
[ الأنترنت - معهد آفاق التيسير - (المنان ذو المن ) محمد أبو زيد ]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .