أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقــــة الثانية عشرة بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذ الحلقة الثانية عشرة بعد المائة في موضوع (المنان) من اسماء الله الحسنى وصفاته والتي هي بعنوان : آيات قرآنية عن المنان مع تفسيرها :
وقال تعالى : ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ قال تعالى مخاطباً رسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم – بأن لا يستكثر بذله في سبيل الله تعالى قائلاً ( ولا تمنن تستكثر ) المدثر: 6 أي لا تمنن يا محمد بعملك وعطائك وبذلك وجهادك في سبيل الله وتستكثر العمل لله تعالى ، لأن العمل لله تعالى وسام شرف ورفعه لك ..وفيه اختبار من المولى جل جلاله لك ولغيرك من الناس .
وقوله تعالى ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) المؤمنون : 60
والمعنى : يعطون العطاء وهو خائفون وجلون ألا يتقبل منهم لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط العطاء .
وعن عائشة رضى الله عنها أنها قالت : يا رسول الله (يؤتون ما آتوا
وقلوبهم وجلة ) هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله
عز وجل ؟ قال : لا يا ابنة الصديق ،ولكنهم الذي يصلون ويصومون ويتصدقون وهو يخافون أن لا يتقبل منهم .
فالمؤمن لا يستكثر عمله لله تعالى بل يتذلل إلى الخالق بأن يتقبل تلك الأعمال ..
فالواجب على الداعية المسلم والمربي الفاضل أن يحرصوا على العمل
والعطاء والبذل لهذا الدين . وكما قيل ( من كانت همته ناهضة
وعزيمته صادقة لا يستكثر شيئاً لله تعالى )
وليعلم الداعية أنه ما دام إنساناً فهو معرض للعجب بأي عمل يقوم به ، أو نعمة يغدقها الله عليه ، لذلك علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم قوله " ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين "
والقرآن الكريم يعلمنا هذا الخلق من خلال أنبيائه ورسله ، فهذا – سليمان – عليه السلام – يرى ذلك الملك الذي لم يعطه الله أحداً من خلقه ، فلا يتعالى ولا يعجب ويطغى ولا يكل هذه النعم إلى نفسه طرفة عين بل يتذكر المنعم وينكسر بين يديه حين يقول ( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى ولدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) النمل : 19
( وقفات تربوية / عبدالحميد البلالي ) صيد الفوائد - ولا تمنن تستكثر - غالية عبدالله محمد – الشارقة
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .