أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــــــــة الثامنة والسبعون في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذ
الحلقة الثامنة والسبعون في موضوع (المنان) من اسماء الله الحسنى
وصفاته والتي هي بعنوان : ذكر الله أربع مراتب للإحسان:
فَاضَلَ بَيْنَ الْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ وَالصَّدَقَةِ الْمُؤْذِيَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} [البقرة:263]، يُعْطِي وَلَا يَمُنُّ بِالْعَطَاءِ.
هذه الآية مقررة لقاعدة شرعية: (درء المفاسد مقدم على جلب
المصالح) فالخير لا يكون طريقا إلى الشر. فالسلم والولاء وحسن
الخلق خير من العداوة والبغضاء.
من حسن الخلق قوله تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى} [البقرة:263]، فلا ينفعك أن تنفق مثل جبل أحد ذهباً
مع المن والإيذاء.
قَوْلٌ مَعْرُوفٌ أي دعاء الرجل لأخيه بظهر الغيب. وَمَغْفِرَةٌ أي يعفو ويتجاوز عمن ظلمه خير من صدقة يعطيها، ثم يمن على من تصدق عليه. أي إنك إن تلين لأخيك القول، وتغفر له زلاته، وتعفو عن سيئاته؛ خير عند الله من أن تتصدق عليه صدقة تتبعها بالمن والأذى.
أي رد للفقير بقول جميلٍ نحو: فتح الله عليك، وسع الله عليك، أعفاك الله، خير من أن تعطي شيئًا فتمن به وتقرع وتوبخ.
وَمَعْنَى هَذَا وَاللهُ أَعْلَمُ أَنَّ الصَّدَقَةَ تُسِرُّ السَّائِلَ، وَتُوجِبُ لِلْمُعْطِي أَجْرًا، وَالْمَنِّ وَالْأَذَى يَسُوءُ السَّائِلَ وَيُوجِبُ عَلَى الْمُعْطِي إِثْمًا.
أي ردُّ السائل بالتي هي أحسن والصفحُ عن إِلحاحه، خيرٌ عند الله وأفضل من إِعطائه ثم إيذائه أو تعييره بذلّ السؤال.
كلام طيب وعفو عما بدر مِن السائل مِن إلحافٍ في السؤال، خير
من صدقة يتبعها من المتصدق أذى وإساءة.
الله غنى عن هذه الصدقة المتبوعة بالأذى، وحليم لا يعجل العقوبة، فربما ارتدع هذا المتصدق المؤذى.قَوْلٌ مَعْرُوفٌ أي رد جميل. وَمَغْفِرَةٌ أي عفو عن السائل إذا وجد منه ما يثقل على المسئول ، يقرر أن الصدقة التي يتبعها الأذى لا ضرورة لها! وأولى منها كلمة طيبة وشعور سمح ، الأذى يبطل الصدقة ويمحو حسنتها ويزيل أثرها كما يزيل المطر الرمل من الحجر.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته