أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــــــــة الواحدة والخمسون في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذ
الحلقة الواحدة والخمسون في موضوع (المنان ) من اسماء الله
الحسنى وصفاته والتي هي بعنوان : المنُّ مُفسِدٌ للبيوتِ :
والمن من الكبائر، لما ثبت في صحيح مسلم وغيره أن المان أحد الثلاثة الذين لا ينظر الله إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، وظاهر الآية يدل على أن المن والأذى يكونان من المنفق على المنفق عليه، سواء أكان الإنفاق في الجهاد على سبيل التجهيز أو الإعانة فيه، أم كان في غير الجهاد ، والأذى يشمل المن وغيره، ونص على المن وقدّمه لكثرة وقوعه من المتصدق، ومنه مثلا أن يقول: قد أحسنت إليك، أو يتحدث إليه بما أعطى، فيبلغ ذلك المعطى فيؤذيه، ومن الأذى أن يسب المعطى أو يشتكي منه، أو ما أشبه ذلك، وقال القرطبي: المن غالبا يقع من البخيل والمعجب، فالبخيل تعظم في نفسه العطية، وإن كانت حقيرة في نفسها، والمعجب يحمله العجب على النظر لنفسه بعين العظمة، وأنه منعم بماله على المعطى، وإن كان أفضل منه في الأمر نفسه، وموجب ذلك كله الجهل ونسيان نعمة الله فيما أنعم به عليه، ولو نظر مصيره لعلم أن المنة للآخذ لما يترتب له من الفوائد
ويؤكد ابن القيم الجوزية -رحمه الله- في كتاب « مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين»: أنه قد ورد عن الرسول صلي الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث في ذم المن، فعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره)، (رواه مسلم). وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث، وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن على الخمر، والمنان بما أعطى)، (رواه النسائي، وقال الألباني: حديث حسن صحيح).
والمن يستجلب غضب الله سبحانه وتعالى، ويستحق المان الطرد من رحمته جل وعلا، وهو يوعز الصدور، ويحبط الأعمال، وينقص الأجر، وقد يذهب به بالكلية، ويحرم صاحب هذه الآفة من نعمة نظر الله إليه، وكلامه معه يوم القيامة، والمن صفة يتشبه بها صاحبها بالمنافقين، وهي آفة من آفات اللسان، ومظهر من مظاهر سوء الخلق، ولذلك ورد الوعيد الشديد لمن حصل منه ذلك.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .