أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــــــــة الثالثة والعشرون في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذ
الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع (المنان ) من اسماء الله الحسنى
وصفاته والتي هي بعنوان : المن من الخلق : أنواعه
ج- حكم المَنِّ بِالعَطِيَةِ : المَنُّ بِالعَطِيَةِ يبطل ثوابها ؛ قال الله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾البقرة: 264
يا من آمنتم بالله واليوم الآخر لا تُذْهِبُوا ثواب ما تتصدقون به بالمنِّ والأذى .
ومن خلال عرض هذه الآيات يتبين أن المَنَّ هو عطاء، ولكن يتحول هذا المعنى إلى معانٍ أخرى على قدر تصرف العبد، فإما أن يكون خيرًا، وإما أن يكون شرًّا، وأن المرء الحسن ينبغي عليه أن ينسى ما فعله من معروف مع غيره، وألا ينسى معروفًا فعله غيره معه.
[ الأنترنت - مع الله - مفهوم المَنُّ في القرآن الكريم ]
الآية : { قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍۢ يَتْبَعُهَآ أَذًى ۗ وَٱللَّهُ غَنِىٌّ حَلِيمٌ } (البقرة - 263)
ورد في التفسير الميسر : كلام طيب وعفو عما بدر مِن السائل
مِن إلحافٍ في السؤال، خير من صدقة يتبعها من المتصدق أذى
وإساءة. والله غني عن صدقات العباد، حليم لا يعاجلهم بالعقوبة.
وقال السعدى : { قول معروف } أي: تعرفه القلوب ولا تنكره، ويدخل في ذلك كل قول كريم فيه إدخال السرور على قلب المسلم، ويدخل فيه رد السائل بالقول الجميل والدعاء له { ومغفرة } لمن أساء إليك بترك مؤاخذته والعفو عنه، ويدخل فيه العفو عما يصدر من السائل مما لا ينبغي، فالقول المعروف والمغفرة خير من الصدقة التي يتبعها أذى، لأن القول المعروف إحسان قولي، والمغفرة إحسان أيضا بترك المؤاخذة، وكلاهما إحسان ما فيه مفسد، فهما أفضل من الإحسان بالصدقة التي يتبعها أذى بمنّ أو غيره، ومفهوم الآية أن الصدقة التي لا يتبعها أذى أفضل من القول المعروف والمغفرة، وإنما كان المنّ بالصدقة مفسدا لها محرما، لأن المنّة لله تعالى وحده، والإحسان كله لله، فالعبد لا يمنّ بنعمة الله وإحسانه وفضله وهو ليس منه، وأيضا فإن المانّ مستعبِدٌ لمن يمنّ عليه، والذل والاستعباد لا ينبغي إلا لله، والله غني بذاته عن جميع مخلوقاته، وكلها مفتقرة إليه بالذات في جميع الحالات والأوقات، فصدقتكم وإنفاقكم وطاعاتكم يعود مصلحتها إليكم ونفعها إليكم { والله غني } عنها، ومع هذا فهو{ حليم } على من عصاه لا يعاجله بعقوبة مع قدرته عليه، ولكن رحمته وإحسانه وحلمه يمنعه من معاجلته للعاصين، بل يمهلهم ويصرّف لهم الآيات لعلهم يرجعون إليه وينيبون إليه، فإذا علم تعالى أنه لا خير فيهم ولا تغني عنهم الآيات ولا تفيد بهم المثلات أنزل بهم عقابه وحرمهم جزيل ثوابه.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .