أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقة الخامســـــــــــة بعد الثلاثمــــــــــــــــــــــــائة في موضــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الخامسة بعد الثلاثمائة في موضوع (الباعث) وهي بعنوان : الخاتمة :        

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وقد انتهيت من هذا البحث الممتع (الباعث ) وهو صفة من صفات الله العلا ، وعند البعض من العلماء من أسماء الله الحسنى؛ في يوم الجمعة الموافق 1/4/1443هـ في منزلي في مدينة العقيق بمنطقة الباحة ، في المملكة العربية السعودية ، وهو اشبه ما يكون بالتفسير الموضوعي ...

    والبعث هو إعادة إحياء الأجساد بعد موتها، وإن إنكار البعث من أكثر الشبهات إثارة، ومن أشد العقبات التي واجهها الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة الإسلامية، مع أنه ممكن الوقوع عقلاً. وقد أطال القرآن وتنوعت أساليبه في أدلة إثبات البعث والرد على منكريه، بل إن القرآن لم يؤكد على أمر بعد الإيمان بالله أعظم من الحديث عن البعث. ومن أبرز الأدلة العقلية التي أوردها القرآن على إمكان البعث: إحياء الأرض بعد موتها، قال تعالى: (وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج) (الحج: 5) فالإنسان يشاهد أرضا قاحلة لا حياة فيها، ثم ينزل الله عليها الغيث أو تسقى بالماء فتدب فيها الحياة، وليس البعث إلا شبيها بهذه العملية التي يشاهدها الإنسان دوما. ومما يسلم به العقل أن الذي خلق الإنسان ابتداء وجعله ينتقل في مراحل إلى أن يولد لا يعجزه أن يعيده كما بدأه ويبعثه مرة أخرى، قال تعالى: (قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) (يس: 78، 79) ومن الأدلة على إمكانية البعث ما أشار إليه القرآن من ظاهرة النوم واليقظة باعتبارهما نموذجا متكرراً للموت والحياة، فالنوم شبيه بالموت إذ إن كلا منهما عبارة عن توقف الأعضاء عن أداء وظائفها على درجات متفاوتة بينهما، واليقظة شبيهة بالبعث إذ إن كلا منهما يعني عودة الأعضاء إلى أداء وظائفها مع اختلاف بينهما في الدرجة. فكما تتم عملية النوم والاستيقاظ، تتم عملية الموت والحياة، قال تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (الزمر: 42) وختاماً: إن العقل يدل على إمكان وقوع البعث، والعدالة تقتضي وقوعه للحساب والجزاء.

[الأنترنت - موقع دار زايد للثقافة - الأدلة العقلية على البعث- المصدر:د. فاطمة آل على ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .