أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقة السابعة والسبعـــــــــــــــون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والسبعون بعدالمائة في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :

* بواعث العمل :

     الأساس في الطاعة أنها تجعل الإنسان يتحقق بأوصاف عبوديته بين يدي الله ومع صنوف الخلق، والعبودية تنافي الصلف والغطرسة لأنها تواضع ولين، وقد تجد ناساً من الموسمين بالعبادة يتذرعون بما يؤدون من طاعات للاستعلاء على الخلق والغض من الآخرين، على حين تجد ناساً ليسو على غرارهم آلين عريكة وأسهل انقياداً.

إن الله شرع العبادات ليتواضع العباد بها لا ليستكبروا وليستقبلوا بها

رحمته ثم يلقون بها سائر الخلق وفي قلوبهم رقة، وفي نفوسهم وداعة وفي سيرتهم طيبة ،وقد وصف الله عباده الصالحين فقال (والذين يؤثرن ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون)

  إن البواعث التي تسوق المرء إلى العمل وتدفعه إلى إجادته وتغريه بتحمل التعب فيه أو بذل الكثير من أجله كثيرة متباينة.

فهناك قوم لا تخلص معاملاتهم مع الله بل هي مشوبة بحظوظ النفس ورغبات العاجلة، وهناك قوم آخرون يعاملون الله وهم مشغولون بأجره وما الذي سيمنحهم إياه وتركوا قصد وجهه أو بمطالبهم منه عن الذي ينبغي أو يجب له عليهم وهذا الصنف من الناس مقيدون بسلاسل أنانيتهم فهم يسيرون حولها، ولو عرفوا حق الله حق المعرفة ما توقفت رغباتهم وغاياتهم عندها لأنه لو عرفوا الله حقاً لتخطوا كل شيء دونه حتى ينزلوا بساحة كرمه ويقوموا على بساط فضله ولا تطمئن نفوسهم إلا برضاه جل شأنه. الغرايز البشرية المعروفة هي قواعد السلوك العام، ومن اليسير أن تميز بينها فما أكثر ما تكون مشاعر الإعجاب أو الكراهية أو التقليد للآخرين أو التكبر مصدر ما يدور بين الناس من حديث أو تصرفات. والإسلام يرقب ذلك كله بعناية فائقة فينظر إلى العمل وما يقارنه من نية أوما يلابسه من عواطف وانفعالات

 وهو لا يعتد بالعمل إلا إذا خلص من شوائب النفس وخلص لله وحده على ما جاء به وصف القرآن الكريم.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .