أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــه الحلقة التاسعة والأربعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة التاسعة والأربعون بعدالمائة في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :
*بواعث الجهاد في سبيل الله : ويكون الإيمان قوياً بأمور:
ثالثاً: أن يكون المؤمن مستحضرا لما آمن به في أغلب أوقاته، مداوماً على التفكير فيه، فإن ذلك يدفعه باستمرار إلى الحركة الدائمة صوب ما يقتضيه إيمانه، وإلى الابتعاد عما ينافي ما آمن به، بخلاف من اشتغل قلبه عن ذلك، فإنه على قدر اشتغاله عنه تضعف دوافع حركته نحو ما يرضي ربه، ويقوي تحركه نحو ما يسخطه تعالى.
رابعاً: أن يظهر إيمانه القلبي اليقيني في سلوكه الظاهري، وذلك بأن لا يتحرك إيجاباً أو سلبا،ً إلا حيث تكون مرضاة ربه فيطبق قوله تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}.[الأنعام: 162ـ163].
دعاة الإسلام يبينون الباعث الإيماني على طاعة الله:
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الإيمان الحق الصادق المبني
على العلم التام وما يقتضيه، كما بين الإيمان الضعيف أو الميت الذي لا
يثمر شيئا، لأنه بني على التقليد. فقال رحمه الله:
"والمقصود هنا أن كل عاص لله فهو جاهل، وكل خائف منه فهو عالم مطيع لله، وإنما يكون جاهلاً لنقص خوفه من الله، إذ لو تم خوفه من الله لم يعص، ومنه قول ابن مسعود رَضي الله عنه: كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار بالله جهلاً. وذلك لأن تصور المخوف يوجب الهرب منه، وتصور المحبوب يوجب طلبه. فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا، دل على أنه لم يتصوره تصوراً تاماً، ولكن قد يتصور الخبر عنه، وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه، غير تصور المخبر عنه. وكذلك إذا لم يكن المتصور محبوباً له ولا مكروها، فإن الإنسان يصدق بما هو مخوف على غيره ومحبوب لغيره، ولا يورثه ذلك هرباً ولا طلباً. وكذلك إذا أخبر بما هو محبوب له ومكروه ولم يكذب المخبر، بل عرف صدقه لكن قلبه مشغول بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به، فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب.. - إلى أن قال: - فالمؤثر التام يستلزم أثره، فمتى لم يحصل أثره لم يكن تاماً، والفعل إذا صادف محلاً قابلاً تم، وإلا لم يتم، والعلم بالمحبوب يورث طلبه، والعلم بالمكروه يورث تركه. وهذا كله إنما يحصل مع صحة الفطرة وسلامتها، وأما مع فسادها فقد يحس الإنسان باللذيذ فلا يجد له لذة، بل يؤلمه، وكذلك يلتذ بالمؤلم لفساد الفطرة، والفساد يتناول القوة العلمية والقوة العملية جميعاً".[مجموع الفتاوى(7/23ـ25)].
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .