أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــه الحلقة الثامنة والأربعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثامنة والأربعون بعدالمائة في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :

*بواعث الجهاد في سبيل الله :

ويكون الإيمان قوياً بأمور كثيرة يمكن اندراجها فيما يأتي:

أولاً: أن يحصل للمؤمن اليقين بما آمن به عن بينة وبرهان، لا عن وراثة وتقليد، فإن الإيمان اليقيني عن بينة وبرهان، إيمان ثابت راسخ لا

يرتاب صاحبه بما يعرض له من شبهات أو غيرها، وهو الإيمان الصادق الذي ي دفع صاحبه إلى تصديق قوله بفعله.                          كما قال تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا،

 وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله،أولئك هم الصادقون}. [الحجرات: 15].

وأهل هذا الإيمان الصادق هم الذين يحبهم الله فلا يمقتهم - بخلاف غيرهم ممن يخالف فعلهم قولهم. كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص}.[الصف: 2ـ4].

أما المرتاب الذي أخذ الإيمان وراثة وتقليداً عن أبويه الجاهلين – مثلاً – فإن إيمانه لا يلبث أن يتبخر، ويصبح صاحبه مثل الأعمى الذي ينقاد لمن أخذ بيده ولا يدري إلى أين يقوده، كما قال تعالى مفرقاً بين المؤمن الذي بنى إيمانه على العلم والحجة، وبين المؤمن المقلد: {أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى؟ إنما يتذكر أولو الألباب} .[الرعد: 19].

ثانيا: أن يكون إيمانه اليقيني، مبنياً على أدلة وبراهين من الكتاب والسنة الصحيحة، لكل ما آمن به من أصول الإيمان - الستة التي تضمنها حديث جبريل – وفروعه، لأن علمه بالأدلة المفصلة لكل أصل من أصول الإيمان وكل فرع من فروعه، يزيد إيمانه ويقويه، بخلاف من آمن بتلك الأصول والفروع إيماناً مجملاً، فإن إيمانه يكون أنقص من إيمان الأول.ويضرب لذلك أمثلة توضح المقصود:

رجل آمن بوجود الله وربوبيته، وبألوهيته، وبأسمائه وصفاته، وعلم أدلة ذلك تفصيلاً من القرآن والسنة الصحيحة، وكذلك آمن بالملائكة واطلع على الأدلة الواردة في صفاتهم وأعمالهم تفصيلاً، وهكذا الكتب المنزلة، والرسل الذين اختارهم الله تعالى لدعوة الأمم إليه، واليوم الآخر في علامات الساعة وقيام القيامة والبعث والنشور والجزاء والحساب والصراط والميزان والجنة بكل أوصافها الواردة، والنار بكل ما فيها من أهوال وردت في الكتاب والسنة، كل ذلك آمن به وعلم أدلته مفصلة.

هل يكون إيمان غيره المبني على أدلة إجمالية كإيمانه الذي قامت هذه االأمو المفصة عليه؟ كلا.

 إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .