أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــه الحلقة الثانية والأربعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثانية والأربعون بعدالمائة في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :

*الجهاد بالبيان... بواعث وضوابط :

قال الله تعالى في القرآن الكريم: {ولتكن منكم أمةٌ يدعُون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} سورة آل عمران.

وعن أبي سعيدٍ الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكرًا فليُغيِّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم.

إن البواعث الدَّاعية إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عديدةٌ منها: رجاء ثواب الله العظيم، ومنها خوف العقاب من ترك هذا الواجب وفي ذلك تعريضٌ للنفس لعذاب الله وعقوبته في الدنيا والآخرة، فقد روى أبو داود عن سيدنا أبي بكرٍ الصدِّيق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من قومٍ يُعملُ فيهم بالمعاصي ثم يَقدِرون على أن يُغيِّروا فلا يُغيِّرون إلا يوشك الله أن يَعُمَّهم بعقابه". ومن البواعث: النصيحة للمؤمنين العصاة والرَّحمة لهم ورجاء إنقاذهم مما أوقعوا فيه أنفسهم من التَّعرض لسخط الله، ومنها: إجلال الله وتعظيمه وشدة محبته وأنه تعالى يستحق أن يُطاع فلا يُعصى وأن يُشكر فلا يُكفر به، ولذلك كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجلِّ الأعمال وأعظم الطَّاعات.

الجهاد البياني :

 وليس الجهاد فقط هو مقارعة العدو بالسلاح بل يكون الجهاد أحيانًا بالبيان وما أحوجنا إلى هذا النوع من الجهاد في زماننا الذي نعيشه فقد انتشر الفساد وعمَّ الضلال واستشرى الجهل في البلاد ولبَّس الشيطان على كثيرٍ من الناس فزيَّن لهم أعمالهم فظنوا الباطل حقًا فانتهجوه وراحوا يُدافعون عنه ويُروِّجون له حتى اعتقد بعضهم الكفرَ إيمانًا والحلالَ حرامًا، فهم داخلون في حقيقة الأمر فيمن قال الله تعالى فيهم: {قل هل نُنَبِّئكم بالأخسرين أعمالًا الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا} سورة الكهف.

وأمثال هؤلاء في مجتمعنا كثيرٌجدًا ولذلك نحن بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى التصدي لأمثال هؤلاء بالعلم عملًا بما أمر الله به وأرشد إليه نبينا صلى الله عليه وسلم مع مراعاة الحكمة وضمن الضوابط التي بيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما دلَّ عليها حديث الإمام مسلم المتقدم، وهو حديث جليل لا يعرف حقيقة معناه كثيرٌ من الناس فجديرٌ بنا أن نوضح مضمونه فنقول: قوله صلى الله عليه وسلم: "من رأى" أي علِمَ فهو من رؤية القلب، وهذا التأويل سائغٌ في لغة العرب قال الشاعر: رأيتُ اللهَ أكبر كل شىءٍ، أي علمت أن الله أكبر قدرًا من كل كبير. وقول النبي: "منكم" خطابٌ للأمة كلها لا للسَّامعين فقط

 إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .