أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة الثالثة بعد المائة في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثالثة بعد المائة في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :          

*بواعث الصحابة على خدمة السنة                                                                                                     

كلُّ هذه النصوص - وغيرها كثير - جعلت الصحابةَ رضوان الله عليهم يُدركون مكانةَ السُّنة المطهَّرة، وأنها هي التي تشرح آياتِ القرآن، وأن الإسلام لا يصِحُّ ولا يُقبل إلا بها، ومن أجل ذلك تفانَوا في حفظِها، وفَهمها، والعمل بها، ونقلها إلى الأجيال التالية.

قال أبو بكرٍ الصدِّيق رضي الله عنه:لستُ تاركًا شيئًا كان رسولُ الله

صلى الله عليه وسلم يعمل به إلاعمِلتُ به؛ إنِّي أخشى إن تركتُ شيئًا من أمره صلى الله عليه وسلم أن أزيغ

وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: "إن الله عز وجل بعث إلينا محمَّدًا صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئًا، فإنما نفعل كما رأينا محمدًا صلى الله عليه وسلم يفعل".

وفي رواية عنه قال: "وكنا ضُلَّالًا فهدانا الله به؛ فبه نقتدي".

كل هذه النصوص - وغيرها كثير - جعلت الصحابة رضوان الله عليهم يُدركون مكانة السنة النبوية المطهرة، ويعرِفون أهميتها، فيحرصون على سماعها وفهمها، والعمل بها، ثم نقلها إلى الأجيال التالية.

 [ الألوكة - بواعث الصحابة على خدمة السنة - د. أيمن محمود مهدي ]

الباعث الثاني: ترغيب الشريعة الإسلامية في تحمُّل العلم وتبليغه :

جاءت نصوص شرعية كثيرة تأمر المسلمين بضرورةِ تحمُّلِ العلم وتبليغه، والتحذيرِ من كتمانه، وهذه بعض النصوص:

1- قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 122]

2- وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [البقرة: 159]؛ ولذلك قال أبو هريرة رضي الله عنه: "لولا آيتان أنزلهما اللهُ في كتابه ما حدَّثتُ شيئًا أبدًا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى... ﴾ إلى آخر الآيتين [البقرة: 159، 160]".وقال أيضًا: "لولا ما أخذ اللهُ على أهلِ الكتاب، ما حدَّثتُكم بشيء، ثم تلا: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ﴾ [آل عمران: 187]"، وجاء عن أبي ذَرٍّ الغفاري رضي الله عنه أنه قال: "لووضعتم الصَّمصَامةَ على هذه - وأشار إلى قفاه - ثم ظننتُ أني أُنفِذ كلمةً سمعتُها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا عليَّ لأنفذتُها".والمراد بذلك: أنه سيبلِّغ ما تحمَّله من النبي صلى الله عليه وسلم في كل حال، ولا ينتهي عن ذلك، ولو أشرف على القتل.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .