أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة التاسعة والثمانون في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة التاسعة والثمانون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :          

* المقصد، الباعث : أقسامه :من الأمثلة التي سنذكرها نعلم أن المقصد ينقسم إلى أقسام متعددة، تبعًا لاعتبارات مختلفة : أولًا: «يكون خارجيًّا وداخليًّا»، فإن العمل الذي يأتيه المرء قد تكون له نتيجة خارجية لا يلقي لها بالًا، وأخرى وجدانية داخلية هي التي فعل

الفعل لأجلها، وذلك كالذي أنقذ الحجاج مرة من الغرق، فلما لِيم في إنجائه وعدم تركه للموت فيستريح الناس من شره، قال: أردت أن أحول بينه وبين الموت شهيدًا! فإنجاؤه مقصد خارجي ظاهري، والحيلولة بينه وبين ميتة الشهداء، وهو ما يرضي نفس المنقذ ووجدانه، مقصد داخلي وجداني. ومثل ذلك أيضًا الرجل يتصدق على فقير يعذبه الجوع بما يدفع عنه غائلته، يقصد من ذلك أن يبعد عن نفسه الألم برؤيته بائسًا مسكينًا يعضه الجوع بنابه، فهذا مقصد داخلي وجداني،

وبجانبه آخر خارجي، هو شبع الفقير ورد عادية الجوع عنه.

ثانيًا: «يكون قريبًا وبعيدًا»، كما لو شوهد مجرم أثيم يطلق النار على رجل بريء من اثنين أحدهما قريب المجرم والآخر ولي المقتول، وحين استجوابهما من رجال القضاء أنكرا أن يكونا شاهدا القاتل أو عرفاه. فكل منهما قصد تخليصه من المحاكمة، وهذا مقصد قريب تحققًا، إلا أن لولي المقتول مقصدًا آخر بعيدًا هو تمكنه من أخذ ثأره بنفسه منه، ففي ذلك وحده في رأيه إرواء عاطفة الانتقام. ونحو هذا لو رأينا قاتلًا يساق لساحة الإعدام جزاء بما قدمت يداه، ويتبعه والد المقتول ينتظر الساعة التي يبرد فيها من لوعته برؤية القاتل بين يدي الجلاد، فيعترض المجرم خطر يهدد حياته فيسرع كثير لإنقاذه ومنهم الوالد الثاكل، كلٌّ من هؤلاء قصد إنقاذه، وهذا مقصد قريب تحققه، ولكن لهذا الوالد المحزون مقصد آخر بعيد، وهو سلامته من هذا الخطر المفاجئ ليموت مشنوقًا، وفي ذلك سرور الوالد المسكين.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .