أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة السادسة والثمانون في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والثمانون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :           * اسم الله الباعث – خطبة جمعة :

ومن الدلالات كذلك: أنه يبعث عباده عند العجز يعينهم ويغيثهم؛ فالله -تعالى- يبعث الله جنوده من الجن والإنس والطير والرياح وغيرها، إما لمناصرة مظلوم أو قصم ظالم، أو كرامة لولي من أوليائه, قال -تعالى-: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا)[البقرة:274]، وقال -تعالى-: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ)[المائدة:31].

وإن لاسم الله "الباعث" آثاراً إيمانية تتجلى في حياة الفرد المسلم, من ذلك:

إذا تأدُّبِ العبد باسم الباعث أن يبعث نفسه بما يُرْضي ربَّه، فيحملها على ما يقربها من الله -تعالى-؛ لترقى النفس وتدنو من الكمال, وأن يجعل أعماله متوافقةً مع منهج ربَّه؛ فالعبد إذا سعى لمعرفة الله، وطاعته والإقبال عليه، والاستنارة بنوره، فقد بعث نفسه من الموت إلى

الحياة، هذا من تخلُّق أخلاق العبد باسم الباعث.

ومن ذلك: اتباع الرسل والإيمان بهم ومناصرتهم؛ لأن الذي بعثهم هو الله، فتستقيم أعماله وسائر حياته.

ومن هذه الآثار: الطمأنينة بمعية الله وتوفيقه ونصره لعباده إذا هم استقاموا على أمره ونهيه.

ومن ذلك: الخوف من لقاء الله؛ لا على سبيل القنوط من رحمته -فرحمة الله واسعة-، ولكن على سبيل الإشفاق الذي وصف به أهل الجنة أنفسهم عند تزاورهم؛ كما قال الله: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ)[الطور:25-26]، والإشفاق هو: الحذر، فلربما استنفد المؤمن جزاء عمله بما أعطى من الدنيا مع أنه لا يسلم من الغفلة التي بها ينال منه الشيطان ما ينال؛ لذلك فإن المؤمن بالبعث يستحضر مشاعر الخوف دائما.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .