أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة السابعة والستون في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة السابعة والستون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :
*حكمة إرسال الرسل ( بعثهم ) :
وقد ألقى موسى عصاه كذلك عندما ألقى السحرة حبالهم وعصيهم في المجتمع العظيم:
الذي قرره موسى حسب طلب فرعون أن يجعل بينه وبينه موعدًا ليغالبه في سحره -كما زعم-، فلما اجتمع السحرة وألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون؛ فجاءوا بسحر عظيم حتى كانت تلك الحبال والعصي يخيل إلى رائيها أنها تسعى؛ ألقى موسى عصاه بأمر الله تعالى فإذا هي تلقف ما يأفكون، فتلْتهم هذه الحبال والعصي عن آخرها، فعلم السحرة وهم أهل السحر وأعلم الناس به أن ما جاء به موسى ليس بسحر، وإنما هو من الأمور التي لا يمكن للبشر معارضتها {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ . قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ العَالَمِينَ . رَبِّ مُوسَى وهَرُونَ} [الشعراء:46-48]، وكذلك كان لهذه العصا مجال آخر حينما كان موسى يستسقي لقومه، فيضرب بها الحجر فيتفجر منه اثنتا عشرة عيناً بقدر قبائل بني إسرائيل، وكان لها مجال آخر أيضاً حينما وصل موسى وقومه إلى البحر وخلفهم فرعون بجنوده، فأوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فانفلق اثني عشر طريقًا فسلكه موسى وقومه فنجوا.
وفي زمن عيسى عليه الصلاة والسلام كان علم الطب مترقياً إلى حد كبير: فجاءت آياته بشكل ما كان مترقياً في عهده من الطب، إلا أنه أتى بأمر لا يستطيع الطب مثله، فكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فتكون طيراً بإذن الله، والناس يشاهدون ذلك، وكان أيضاً يبرىء الأكمه وهو الذي خُلق أعمى ويبرىء الأبرص بإذن الله تعالى، وهذان المرضان من الأمراض التي لا يستطيع الأطباء في ذلك الوقت، وإلى هذا الوقت فيما أعلم أن يبرئوهما، بل قال بعض العلماء: "إنه إنما سمي المسيح؛ لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برِىء"، وذكر في القرآن أن عيسى يحيي الموتى بإذن الله، وفى آية أخرى يُخرج الموتى، وهذان عملان مختلفان؛ العمل الأول إحياء الموتى قبل دفنهم، والثاني إحياؤهم وإخراجهم من قبورهم بعد الدفن، ولا ريب أن هذه الآيات التي أُعطيها عيسى عليه الصلاة والسلام يعجز عن مثلها البشر؛ فتأييده بها دليل
وبرهان على أنه رسول من الله الخالق القادر عليها.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .