أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة الستـــــــــون في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الستون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :                   ردّ بهـذه الآيات على مَنْ أنكرَ البعث بثلاثةِ أدلةٍ عقلية :

الدليل الثالث: الاستدلال يخلق السماوات والأرض على خلق

الإنسان، قال تعالى: ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ

عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ *إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ *﴾ [يـس: 81 - 82] .

سادساً ـ الاستدلال على البعث بأن حكمة الله وعدله يقتضيان البعث والجزاء: فإن الله تعالى لم يخلقِ الناسَ عبثاً، ولن يتركهم سدًى :

1 ـ قال تعالى:﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾ المؤمنون: 115 ـ 116

2 ـ وقال تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً *﴾ [القيامة: 36]

 فهل يظنُّ عاقِلٌ أنْ يتركَ الإنسانُ في هـذه الدنيا لا يؤمر ولا يُنهى ويترك في قبره سدًى دونَ أن يبعث ؟ إنّ ذلك لا يليقُ بحكمة الله، فكلُّ شيء يصدر عنه سبحانه له حكمة تقتضيه.

إننا نشاهد في حياتنا ظالمين ظلوا ظالمين حتّى لحظة الموت، ولم يأخذْ على أيديهم أحدٌ، ومظلومين ظلّوا مظلومين إلى اخرِ حياتهم، لم ينصفْهم أحدٌ، أفإنْ كانت الحياةُ هي نهايةَ المطاف، أيكونُ هـذا عدلاً وحكمةً ؟ وأينَ هي الحكمةُ في خلق حياةٍ تجري أحداثُها على غير مقتضى العدل،

ثم تنتهي دونَ حسابٍ؟

لذا يأتي التأكيدُ في القرآن على أنَّ البعثَ ضرورةٌ يقتضيها عدلُ اللهِ وحكمته في مواضعَ عديدةٍ من القرآن منها :

3 ـ قوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ الجاثية: 21

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .