أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة التاسعة والخمسون في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة التاسعة والخمسون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :       رابعاً ـ الاستدلال على إمكان البعث بخلق النباتات المختلفة:

فجعل الله سبحانه، إحياءَ الأرض بعدَ موتها نظيرَ إحياءِ الأموات، وإخراجَ النبات منها نظيرَ إخراجهم من القبور، ودلّ بالنظير على نظيره، وجعلَ ذلك آية ودليلاً على خمسة مطالب :

المطلب الأول: وجودِ الصانع، وأنّه الحقُّ المبين، وذلك يستلزِمُ إثبات صفات كماله وقدرته، وحياته وعلمه، وحكمته ورحمته، وأفعاله .

المطلب الثاني: أنه يحيي الموتى .

المطلب الثالث: عموم قدرته على كل شيء .

المطلب الرابع: إتيان الساعة، وأنها لا ريبَ فيها .

المطلب الخامس: أنه يخرِجُ الموتى من القبور، كما أخرجَ النباتَ من الأرض .

خامساً ـ الاستدلال على البعثِ والإعادةِ بإخرجِ النارِ من الشجرِ الأخضرِ:

الشجرُ إذا قُطِعَ وأصبحَ حطباً يكونُ ميتاً، وليس فيه أثرٌ للحياة، فإذا

أُوقدتْ به النارُ دبّت فيه حركة واضطراب، وهـذه اثارُ الحياةِ، فَمَن قَدَرَ على هـذا قدَرَ على إحياء الموتى . وقد ذكر الله تعالى هـذا الدليلَ في موضعين من كتابه سبحانه: قال تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ *أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُونَ *﴾ [الواقعة: 71 ـ 72] وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾يـس: 77 ـ 82 ]

فردّ بهـذه الآيات على مَنْ أنكرَ البعث بثلاثةِ أدلةٍ عقلية :

الدليل الأول: الاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الآخرى، قال تعالى:﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ يـس: 79]

الدليل الثاني: الاستدلال بإخراج النار من الشجر الأخضر، مع أنّه أكثر بالضدية، لأنّ الشجرَ إنّما يكونُ أخضرَ إذا كان مليئاً بالماء، فمن قدرَ على إخراجِ النارِ من هـذا الشجر الميّت المليء بالماء قادِرُ على إحياء الأموات من قبورهم، قال تعالى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ *﴾ [يـس: 80] .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .