أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة السادسة والخمسون في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والخمسون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :

ثانياً ـ الاستدلال على البعث بالنشأة الأولى :

ومن الآيات الدالّة على ذلك ما يلي :

قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ....﴾الآية  [الحج: 5 ـ 7] .

وهـذه الآيات تعطي تفصيلاً للمراحل التي يمرُّ بها خلقُ الإنسان، فقد قابل الله هـذه المراحل بعدّةِ دلالات على قدرته سبحانه على البعث، فالله سبحانه يبيّنُ للناسِ إنْ كنتم في ريب من البعث، فلستم ترتابون في أنّكم مخلوقون، ولستم ترتابون في مبدأ خلقكم من حال إلى حال إلى حين الموت والبعث الذي وُعْدِتُم به، نظير النشأة الأولى، فهما نظيران في الإمكان والوقوعُ، فإعادتكم بعدَ الموتِ خلقاً جديداً كالنشأة الأولى التي لا ترتابون فيها، فكيف تنكرون إحدى النشأتين مع مشاهدتكم لنظيرها ؟!

إنّ هـذه الآيات لها دلالةٌ عقليةٌ على البعث، إنّها نقلةٌ ضخمةٌ بعيدةُ الأغوارِ والاماد، تشهدُ بالقدرة التي لا يعجزها البعثُ، وإنّ إنشاءَ الإنسان من التراب، وتطوَّرَ الجنينِ في مراحل حياته، وانبعاثَ الحياة من الأرض بعد الهمود، كلُّ ذلكَ متعلِّقٌ بأنَّ الله هو الحق، فهو من السنن المضطردة التي تنشأ من أنَّ خالقها هو الحق، الذي لا تختل سننه، ولا تتخلف .

وأنَّ اتجاهَ الحياةِ في هـذه الأطوارِ ليدلَّ على الإرادةِ التي تدفعُها، وتنسّقُ خطاها، وترتّب مراحلها، فهناك ارتباطٌ وثيقٌ بينَ أنّ الله هو الحق، وبين هـذا الاضطرادِ والثباتِ، والاتجاه الذي لا يحيدُ .

وأنَّ إحياءَ الموتى هو إعادةُ للحياة، والذي أنشأ الحياةَ الأولى هو الذي

ينشِئها للمرّة الآخرة، وأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ ليلاقوا ما

يستحقّونه من جزاء، فهـذا البعثُ تقتضيه حكمةُ الخلق والتدبير .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .