أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة الواحدة والخمسون في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والخمسون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :

* البعث بعد الموت وأدلته :

    اقتضت حكمة الله عز وجل، أن يقضي على الخلق بالفناء، حتى إذا خلت الأرض من ساكنيها، والسماوات من قاطنيها، إلا من أراد الله بقائه، أذن سبحانه للحياة أن تعود، فيأمر السماء أن تمطر مطرا تنبت به الأجساد الميتة، فتعود إلى سابق عهدها أجسادا كاملة، بعد أن تحولت إلى رميم، واختلط دمها ولحمها بتراب الأرض، إلا أن المطر لا يبعث فيها الحياة، فيأمر الله عز وجل بالنفخ في الصور فتحيا تلك

الأجساد وتنبعث من قبورها.

وقد صور القرآن هذا المشهد تصويرا بليغاً، فقال سبحانه: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ}... (يّـس:51) والأجداث هي القبور، وينسلون: أي يسرعون، وأخبر صلى الله عليه وسلم عن هذا الحدث فقال: (ما بين النفختين أربعون... ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب - وهو عظم يوجد أسفل العمود الفقري - ومنه

يركب الخلق يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم.

ثم يساق الخلق بعد خروجهم من قبورهم حفاة عراة غرلا - غير مختونين - إلى أرض المحشر، وهي أرض بيضاء، ليس فيها ما يختفي الإنسان وراءه، ولا ما يتوارى عن الأعين فيه. وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم أرض المحشر، فقال: (يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرص

النقي - الدقيق - ليس فيها مَعْلم - علامة - لأحد) رواه البخاري ومسلم.

فتأمل أخي الكريم عظم ذلك اليوم وما فيه من المخاوف، فمع ما عليه

الناس من فزع الخروج من قبورهم، فإنهم يعاينون أهوال ذلك اليوم، من انشقاق السماء، وتساقط النجوم، وذهاب الشمس والقمر، فيا لها من أحداث عظيمة ومخاطر جسيمة، تبلغ القلوب من معاينتها الحناجر، ولا تفكر في شيء إلا فيما هي مُقْدِمة عليه، فحري بالعاقل الموفق أن يعمل لذلك اليوم قبل أن يدهمه الموت، ويصبح رهيناً بعمله   

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .