بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والثلاثون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :

      *حَظُّ العبد من هذا الاسم الباعث  :

 يروي ابن ماجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يضع عند

النوم يده اليمنى تحت خدِّه الأيمن ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث

عبادك، وكان يقول وعند الاستيقاظ: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور.

  اسم الباعث من أسماء الله الحُسنى، يبعث الله الرسل، يبعث الله من في القبور، يبعث الله العباد لأعمالٍ تحقق اختيارهم ثم تربيهم، ويبعث الله تعالى كلَّ ساكن، وأدب المؤمن مع الله عزَّ وجلَّ بالنسبة لهذا الاسم كما ذكرت قبل قليل أن يبعث نفسه دائماً كما يريد فولاه فعلاً وقولاً.

[ الأنترنت – موقع الموسوعة للنابلسي - اسم الله الباعث   ]

*والباعث في حق الله تعالى - أيضاً :

هو باعث الخلق يوم القيامة كما يقول تعالى : (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ ) الحج: 7 ، أي أن الله سبحانه وتعالى يُنهض الموتى من قبورهم ليُحاسبهم ..

والباعث هو باعث الرُسل إلى الخلق ، لقوله تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً ) النحل: 36 ، والباعث يبعث عباده على الأفعال المخصوصة أي أن الله عزوجل يُلهم الإنسان في حركاته وسكناته ، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ ، يُصَرِّفُ كَيْفَ يَشَاءُ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ : مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ اصْرِفْ قُلُوبَنَا إِلَى طَاعَتِكَ) رواه مسلم ..

وهذا التقليب لصالح العباد ، فالإنسان إحياناً يُلهم أن يتحرك ، يُلهم أن يسير في هذا الطريق ، يُلهم أن يبيع ويشتري ، وقد يستجيب أحياناً لوسوسة الشيطان ، والله سبحانه وتعالى لا يسمح لفعل إلا إذا كان فيه صالحٌ للعبد نفسه ، فإذا اتخذت قراراً صحيحاً شرح الله لك صدرك وهو بهذا أعانك على متابعة الطريق ، وإن اتخذت قراراً خاطئاً ضيَّق الله عليك نفسك ، لقوله تعالى : (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء ) الأنعام: 125 ..

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .