أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقـــة الرابعة والثلاثون بعد المائتين بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة والثلاثون بعدالمائتين في موضوع ( الواحد الأحد)  من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

*اللهم إني أسألك يالله بأنك الواحد الأحد الصمد..." :

من الأحاديث الواردة في الدُّعاء بعد التَّشهد والصَّلاة على النبي ﷺ ما رواه حنظلةُ بن عليٍّ: أنَّ محجن بن الأدرع حدَّثه: أنَّ رسول الله ﷺ دخل المسجدَ، فإذا رجلٌ قد قضى صلاتَه وهو يتشهَّد، فقال: "اللهم إني أسألك يا الله بأنَّك الواحدُ الصَّمدُ، الذي لم يلد، ولم يُولد، ولم يكن له كفوًا أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنَّك أنت الغفور الرَّحيم"، فقال رسولُ الله ﷺ: قد غفر له ثلاثًا. أخرجه أبو داود، والنَّسائي، وأحمد، وسكت عنه أبو داود، وما سكت عنه أبو داود فإنَّه يصلح للاحتجاج عنده، وصححه الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله-.

فهذا الدُّعاء قد جاء في الجلوس للتَّشهد، يقول: "إذا رجلٌ قد قضى صلاتَه وهو يتشهد"، وهذا يدلّ على أنَّ هذه الأدعية تُقال في التَّشهد الأخير قبل السَّلام، وأنها لا تُقال في التَّشهد الأول؛ لأنَّه موضعٌ للتَّخفيف من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى ليس بدُبرٍ للصَّلاة، وإنما يكون ذلك بدُبر الصَّلاة.

وهنا النبي ﷺ سمع هذا الرجل، يعني: أنَّ النبي ﷺ لم يدع به، ولكنَّه أقرَّ هذا الرجل عليه، فصار ذلك من قبيل السُّنة التَّقريرية.

فسُنة رسول الله ﷺ قد تكون قوليَّة، يقول فيرويه أصحابُه عنه،

أو فعليَّة، كما قال: وصلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي، أو تكون هذه السُّنة من قبيل السُّنة التَّقريرية، فهذه أن يُقرَّ النبيُّ ﷺ على قولٍ، أو فعلٍ، أو نحو ذلك.

وهناك نوعٌ آخر يذكره بعضُ أهل العلم، وهو السُّنة التَّركية.

فهنا هذا الرجل يقول: "اللهم"، بمعنى: يا الله، "إني أسألك يا الله"، فابتدأ بلفظ الجلالة، وهذا الاسم كثيرٌ من أهل العلم قالوا بأنَّه الاسم الأعظم، وذكروا دلائل ذلك: أنَّ جميع الأحاديث الواردة في ذكر الاسم الأعظم قد جاء في ذلك الدُّعاء الذي قال النبيُّ ﷺ فيه أنَّه قد تضمّن الاسم العظيم، جاء فيه لفظ الجلالة، وهو الاسم الوحيد الذي تكرر فيها جميعًا، وهنا قال: "يا الله".

وقلنا أيضًا: بأنَّ الأسماء الحسنى جميعًا تعود إلى هذا الاسم الكريم لفظًا ومعنًى.

قلنا: لفظًا، بمعنى أنها تأتي دائمًا معطوفة عليه، فيُذكر أولاً: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ۝ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ [الحشر:22-23]، ولا يُقال: السَّلام، المؤمن، الله، العزيز، الجبَّار، المتكبّر، وإنما يُذكر أولاً، وتكون معطوفةً عليه.

قال: "اللهم إني أسألك يا الله بأنَّك الواحدُ، الأحدُ، الصَّمدُ، الذي لم يلد، ولم يُولد، ولم يكن له كفوًا أحد"، سأل الله -تبارك وتعالى-، توسّل إليه بهذه الأسماء الحسنى وما تضمّنته من صفات الكمال، وهذا من أنواع التَّوسل المشروع، والله -تبارك وتعالى-

يقول: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180].

فقوله: "الواحدُ، الأحدُ" مضى الكلامُ على هذين الاسمين الكريمين في الكلام على الأسماء الحُسنى.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته