أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقـــة السابعة والعشرون بعد المائتين بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة والعشرون بعدالمائتين في موضوع ( الواحد الأحد)  من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

*من فضائل سورة الإخلاص :

 نزلت سورة الإخلاص بمكة المكرمة على الصحيح وهي أربع آيات يقول الله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)﴾ [الإخلاص]. وقد ثبتت في فضائل سورة الإخلاص أحاديث كثيرة تدل على عظم السورة وأهميتها وتركيزها على ترسيخ أصول العقيدة ومبادئ الإيمان، حتى أطلق عليها في بعض المصاحف “سورة التوحيد” وفي الإتقان تسمى “سورة الأساس” لاشتمالها على توحيد الله وهو أساس الإسلام، الذي هو أحد الأركان الثلاثة التي بني عليها الإسلام، فكانت حرية أن تعدل سورة الإخلاص ثلث القرآن، كما ثبت في الحديث الصحيح، لذلك اشتهر في كلام السلف:  أن القرآن الكريم الذي أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أقسام: ثُلُثٌ منها الأحكام وثلث منها وعد ووعيد، وثلث منها الأسماء والصفات. وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات الخاصة بالمولى سبحانه التي لا يمكن لأحد أن يماثله أو يشابهه فيها. توحيد ذات الله المقدسة اشتملت السورة على بيان ذات الله المقدسة وصفاته الجليلة التي لا يمكن أن يشاركه فيها أحد، فكل ما وصف الله به نفسه وذاته في هذه السورة، بين الإثبات والنفي، فهي صفات مختصة به، لأن ذاته لا تماثل شيئا من الذوات ، وصفاته مختصة به فلا تماثل شيئا من الصفات،  بل هو سبحانه أحد صمد {لم يلد ولم يولد}{ولم يكن له كفوا أحد} فاسمه (الأحد دل على نفي المشاركة والمماثلة واسمه (الصمد) دل على أنه مستحق لجميع صفات الكمال.

تضمنت السورة كذلك منع النقائص عن الله تعالى في ذاته وصفاته، وذلك من جهتين تجتمعان في مدلول الاسمين (الأحد) و(الصمد)، وهذا معدود من بلاغة سورة الإخلاص: الجهة الأولى:  نفي النقائص عن الله تعالى كأحد لوزام إثبات صفة الكمال وهذا مستفاد من الاسم العظيم (الصمد)، لذلك قيل في معنى الصمد: أنه الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته. الثانية: أنه ليس كمثله شيء في صفات الكمال الثابتة له، وهذا مدلول اسمه (الأحد)، فهو متوحد بجلاله وعظمته ليس له مثيل ولا شريك. وبناء على هذا، فإن سورة الإخلاص تضمنت كل ما يجب نفيه عن الله تعالى، كما تضمنت أيضا كل ما يجب إثباته لله تعالى من صفات الكمال والجمال، لأن كل ما يمدح به الله تعالى من النفي فلا بد أن يتضمن ثبوت أضداده

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته